وصل وزير الخارجية الصيني وانج يي، إلى روسيا أمس الاثنين، في زيارة تستمر 4 أيام، عقب عقد اجتماع مفاجئ مع مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، والذي استمر 12 ساعة، وقالت وزارة الخارجية الصينية إن زيارة "وانج" لموسكو ستستمر لأربعة أيام لإجراء "مشاورات استراتيجية أمنية".
وفور وصوله موسكو، عقد وزير الخارجية الصيني اجتماعًا مع وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، من أجل بحث سبل إنهاء الحرب الأوكرانية وتعميق التعاون الاستراتيجي بين موسكو وبكين. بالإضافة إلى، وضع الرتوش الأخيرة استعدادًا للزيارة المرتقبة لـ"بوتين" إلى الصين الشهر المقبل للمشاركة في الذكرى العاشرة لمبادرة "الحزام والطريق".
كما أطلع لافروف وانج على زيارة الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونج أون الأخيرة إلى روسيا، في حين أفصح الدبلوماسي الصيني الكبير لنظيره عن جوهر المحادثات التي أجراها مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جاك سوليفان، في مالطا خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الروسية.
الحرب الأوكرانية
ناقش وزيرا خارجية الصين وروسيا أمس الاثنين في موسكو، قضايا تشمل الحرب الروسية الأوكرانية، بحسب ما ذكر البلدان، ويعتقد أن اجتماعهما أعد الأرضية لزيارة متوقعة للرئيس فلاديمير بوتين إلى بكين الشهر المقبل. حسبما ذكرت وكالة أنباء "كيودو" اليابانية.
واتفق وانج يي وسيرجي لافروف على أنه سيكون عبثًا محاولة إنهاء الحرب التي دامت 19 شهرًا في أوكرانيا دون مراعاة "مصالح روسيا"، بحسب ما ذكرت وزارة الخارجية الروسية. فيما، قالت وزارة الخارجية الصينية إن "وانج" أعرب عن استعداد بكين لـ"لعب دور بناء" في التسوية السياسية للأزمة، في حين أكد لافروف، أن موسكو ستظل "منفتحة على التفاوض والحوار".
وأكد وزير الخارجية الصيني، أن تعاون "بكين - موسكو" لا يستهدف طرفًا ثالثا، مشيرًا إلى أن البلدين سيرفعان من تطور حكم العالم "في اتجاه أكثر عدلًا ومعقولية" في مواجهة "ارتفاع الأعمال أحادية الجانب، والهيمنة والمواجهة الكتلية"، قائلًا إنه يشير إلى النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة، لافتًا أيضًا إلى "قرب المواقف" بين البلدين بشأن أنشطة الولايات المتحدة في المجال الدولي، بما في ذلك تلك "ذات الطابع المعادي لروسيا والصين"، بحسب ما ذكرت الوزارة الروسية.
خطة الصين لإنهاء الحرب
وطرحت الصين خطة سلام خاصة بها لأوكرانيا، كشفت عنها خلال دبلوماسية مكثفة قام بها وانج يي في وقت سابق من هذا العام، عندما زار موسكو آخر مرة والتقى بوتين.
وفي أعقاب زيارة وانج إلى روسيا، طالبت الصين باحترام سيادة كل الدول ووحدة أراضيها، والالتزام بالقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والتدخل في شؤون الدول الأخرى، حسبما ذكرت شبكة "جلوبال تايمز".
وشدت الخارجية الصينية، على ضرورة التخلي عن عقلية الحرب الباردة والسعي لتحقيق أمن مشترك وشامل وتعاوني لكل الدول، وعدم تعزيز أو توسيع التكتلات العسكرية، ومراعاة المصالح والمخاوف الأمنية لكل الأطراف، ووقف إطلاق النار بشكل فوري وشامل بين روسيا وأوكرانيا، وضبط النفس وتجنب ما يؤجج التوترات، والعمل باتجاه خفض التصعيد تدريجيًا.
قمة مرتقبة
قالت وسائل الإعلام الروسية، إن زيارة وانج تهدف أيضًا إلى تمهيد الطريق لزيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى الصين قريبًا. وجاء ذلك بعد لقاء بوتين مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون، من أجل الحصول على دعم جديد من حلفاء بكين وبيونج يانج، لاستكمال الحرب في أوكرانيا، ومواجهة العقوبات الغربية.
وقال "بوتين" في وقت سابق من هذا الشهر، إنه يتوقع لقاء الرئيس الصيني، شي جين بينج، لكنه لم يحدد موعدًا. ويرى بعض المراقبين أنه من المحتمل أن يحضر منتدى الحزام والطريق في الشهر المقبل، حسبما ذكرت شبكة "بي بي سي".
ولم يسافر الرئيس الروسي خارج البلاد منذ أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحقه في مارس الماضي على خلفية جرائم حرب في أوكرانيا. وسافر بوتين آخر مرة إلى خارج روسيا في ديسمبر 2022 عندما زار بيلاروسيا وقيرغستان.