الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شيخ المخرجين.. هنري بركات رفع اسم مصر عربيا ودوليا

  • مشاركة :
post-title
هنري بركات

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

"شيخ المخرجين" لم يكن هذا مجرد لقب، ولكنه وصف للحالة الفنية المؤثرة التي صنعها المخرج المصري هنري بركات، في تاريخ السينما العربية، بأعماله التي امتدت شهرتها للعالمية، وحصوله على إشادات وتكريمات عن عدد منها مثل فيلم "ليلة القبض على فاطمة"، "دعاء الكروان"، فهو يمثل أحد أهم المخرجين والمبدعين، ورغم تعدد الألقاب التي حصل عليها مثل "والد السينما الرومانسية، شاعر الشاشة الفضية، عندليب السينما المصرية"، ولكنه يعتبر أن نجاحه كمخرج يتوقف على حجم التأثير الذي تتركه الأعمال في المشاهد.

ارتبط هنري بركات – الذي تحل في مثل هذا اليوم ذكرى وفاته الموافق 23 فبراير عام 1997- بمصر وأعطى لها الكثير – فهو ذو أصول لبنانية- ودفعه شغفه بمجال الإخراج للسفر إلى باريس لدراسته بشكل احترافي، وعاد إلى مصر، ليحفر اسمه بحروف من نور بين مبدعي السينما المصرية والعربية.

قدم هنري بركات ما يقرب من 100 فيلم سينمائي، والتي تميزت بإخراجها المتميز واهتمامه بالتفاصيل وقدرته على استخراج أفضل ما في الممثلين، إذ كان له دور كبير في تطوير السينما العربية وتقديم أفلام ذات قيمة فنية عالية، وتأثير كبير في النفوس.

صدفة وراء اكتشاف موهبة هنري بركات الذي بدأ حياته الفنية كمساعد مخرج، في الوقت الذي كانت تبحث الفنانة والمنتجة آسيا داغر، عن موهوب يخرج لها فيلمًا جديدًا بعد أن تركها المخرج أحمد جلال، وكان قد تزوج من ابنة أختها الفنانة ماري كويني وانشغلا معًا في تكوين شركة سينمائية، فاختارته آسيا داغر لإخراج فيلم "الشريد" عام 1942 بطولة حسين رياض وزكي رستم، ليبدأ منها رحلته في مجال الإخراج والتي امتدت لنحو نصف قرن من العطاء.

عمل هنري بركات مع كبار النجوم في أعماله، مثل الفنانة شادية ومحمد فوزي وفيروز ونادية الجندي وسعاد حسني وأحمد مظهر، وسمير غانم، سهير رمزي، عبد الحليم حافظ، وتنوعت أعماله ما بين الرومانسي والاجتماعي والكوميدي والتي قدمها خلال الفترة من 1942 حتى 1993.

كان للفنانة القديرة فاتن حمامة نصيب الأسد من تصدر بطولة أفلامه، والتي وصلت مشاركتها معه في 18 فيلمًا من روائع الأعمال المصرية مثل فيلم "دعاء الكروان، الحرام، أفواه وأرانب، ليلة القبض على فاطمة، الخيط الحرير، ولا عزاء للسيدات، شيء في حياتي"، وغيرها الكثير.

تنوعت موهبة هنري بركات، فلم يتوقف فقط عند الإخراج ولكنه امتلك موهبة التأليف، فقام بكتابة عدد كبير من أفلامه مثل "الشريد، أمير الانتقام، متقولش لحد، لحن الخلود، شاطئ الحب، في بيتنا رجل، حسن ونعيمة" وغيرها الكثير، بجانب دخوله مجال الإنتاج وتقديم عدد من التجارب الناجحة مثل فيلم "أمير الدهاء، الحب الكبير، ساعة لقلبك، أعز الحبايب"، وغيرها.

عطاء هنري بركات، منحه عن استحقاق الكثير من التكريمات، إذ حصل على جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة، كما حصل على وسام من مهرجان الإسكندرية السينمائي، ومهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بجانب تكريمه في مهرجانات عالمية مثل مهرجان باريس عام 1984، فالنسيا عام 1985، تلفزيون لوس أنجلوس أمريكا عام 1989، مونبيليه عام 1992، ​وفاز بجائزة أفضل فيلم عام 1964 عن فيلم "الباب المفتوح" من مهرجان جاكارتا السينمائي، كما نال أيضًا جائزة الذكر الخاص لمهرجان فالنسيا السينمائي الدولي عام 1984، بفيلمه "ليلة القبض على فاطمة".