الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الدب الروسي "يلتهم أوكرانيا" ببطء.. وكييف تستجدي الحلفاء

  • مشاركة :
post-title
الأراضي الأوكرانية تتآكل ببطء أمام جحافل الجيش الروسي

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

مع دخول الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، أصبحت روسيا تسيطر على العديد من الأراضي الهامة، التي كانت في الماضي أوكرانية، آخرها منطقة أفدييفكا الحيوية شرق أوكرانيا، بينما في الوقت نفسه يواجه الجيش الأوكراني انكماشًا دفاعيًا خطيرًا، وتراجعا مستمرًا، مع ما وصفوه بنقص المعدات الحربية من قبل الحلفاء، وهو الأمر الذي دفع المسؤولين على رأسهم زيلينسكي لشرح الأوضاع الصعبة أمام الجميع.

ومع فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، يحاول الكرملين الضغط بكل السبل لتنفيذ أجندته، في الوقت الذي تراجع فيه الجيش الأوكراني، مُتخذًا مواقف دفاعية كبيرة، مع استمرار القتال العنيف بين الجانبين على مستوى كل محاور الصراع، ونجحت روسيا خلال الأيام الماضية من خلال الضغط المستمر، من الاستيلاء على أفدييفكا، وهو أكبر مكسب لها منذ الاستيلاء على باخموت في مايو الماضي، بعد انسحاب القوات الأوكرانية.

باللون الأحمر.. خريطة تظهر الأماكن التي سيطرت عليها روسيا ومواقع القتال الحالية
تفوق روسي

وبلسان الولايات المتحدة نفسها، حقق الكرملين أفضلية كبيرة في ساحة المعركة بعد أكثر من 700 يوم على انطلاق الحرب، حيث اعترفت الخارجية الأمريكية، بنجاحات الجيش الروسي، وتقدمها في ساحة المعركة، ولم يتوقف الأمر عند ذلك، فإن الوحدات الروسية سيطرت على مواقع أكثر فائدة في اتجاه أفدييفكا، وقام سكان البلدات المجاورة، بحسب "رويترز"، بمغادرتها على الفور إلى مناطق أكثر أمانًا.

وفي دونيتسك الشعبية، وبحسب وكالة سبوتنيك الروسية، أيضًا، حسن القوات الروسية مواقعها على طول خط المواجهة، وتمكنت في سبيل ذلك من تدمير اللواء 93 الآلي، واللواء 81 الأوكراني، ولواء الدفاع الجوي 241 في بيلوجوروفكا وكليشيفكا ورازدولوفكا، مؤكدين أن خسائر الجيش الأوكراني بلغت 450 جنديا ودبابة، وأربع مركبات قتال مشاة، وست مركبات قتالية مدرعة، وخمس سيارات، ونظام إطلاق صواريخ متعددة.

جندي أوكراني في أحد المواقع النشطة في القتال على الجبهة
وضع صعب

وفي الجهة المقابلة، خرج الرئيس الأوكراني ليؤكد للغرب وأمريكا، أن الوضع في المناطق التي تتمركز فيها القوات الروسية "صعب للغاية"، مرجعًا السبب وراء ذلك، وفق ما نشرته الجارديان، إلى استغلال روسيا لتأخير تقديم المساعدات لكييف، مشيرًا إلى أن المسألة باتت حساسة للغاية، ويحتاجون إلى مدفعية ودفاع جوي في الخطوط الأمامية وأسلحة بعيدة المدى.

ويأتي فشل الكونجرس الأمريكي في إقرار حزمة المساعدات الأمريكية الأخيرة لأوكرانيا بقيمة 95 مليار دولار، إلى ربط الجمهوريين على رأسهم ترامب، فكرة إرسال أموال للخارج، بأزمة الحدود مع المكسيك المتمثلة في تدفق المهاجرين، وهو ما دفع البيت الأبيض للرد والتأكيد على أنهم مستعدون لإرسال صواريخ تكتيكية بعيدة المدى، إذا وافق الكونجرس على حزمة تمويل جديدة، مؤكدين أن الجمهوريين يرتكبون خطأ كبيرًا.

الحلفاء يحاولون

من جانبها تحاول العديد من الدول الحلفاء لأوكرانيا مساعدتها بأي شيء لمواجهة التقدم الروسي المقلق، فبجانب محاولات بايدن ورفاقه، فإن كندا على لسان وزير الدفاع، أعلنت أنها ستتبرع بأكثر من 800 طائرة بدون طيار متعددة المهام لأوكرانيا، تقدر قيمتها بحسب الجارديان البريطانية، بأكثر من 95 مليون دولار كندي، وهي ضمن حزمة مساعدات عسكرية بقيمة 500 مليون دولار معلن عنها مسبقًا.

كما أعلنت السويد عن مساعدة عسكرية لأوكرانيا بقيمة 7.1 مليار كرونة سويدية - حوالي 680 مليون دولار أمريكي-، وأيضًا تحاول أوكرانيا السعي لتشكيل تحالف عسكري يضم ما لا يقل عن 20 دولة جديدة للمساعدة في توريد الطائرات بدون طيار، والتي أصبحت جزءًا حاسمًا من تكتيكات المراقبة وضرب الأهداف لكلا الجانبين في الحرب الأوكرانية الروسية، بسبب تكلفتها المنخفضة نسبيًا.