لا يزال الدعم لأوكرانيا بين الأوروبيين واسع النطاق، ولكن بعد مرور عامين تقريبًا على العملية العسكرية الروسية، بات يعتقد عدد قليلا جدًا أن البلد التي تتلقى الدعم من الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى، لا تزال قادرة على هزيمة روسيا.
وفي الذكرى الثانية للهجوم الروسي على أوكرانيا، قال مؤلفو التقرير ووفقًا لمسح أجري على مستوى الاتحاد الأوروبي مع شكل من أشكال التسوية التي ينظر إليها على أنها نقطة النهاية الأكثر احتمالًا، إن الأوروبيين لم يكونوا متفائلين بشأن الوضع في أوكرانيا، لكنهم قالوا إن التزام الأوروبيين بمنع النصر الروسي لم يتغير.
وقال "مارك ليونارد"، المؤلف المشارك في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي كلف بإجراء الاستطلاع: "من أجل تبرير استمرار الدعم الأوروبي لأوكرانيا، سيحتاج زعماء الاتحاد الأوروبي إلى تغيير الطريقة التي يتحدثون بها عن الحرب".
وذكر "ليونارد": إن "معظم الأوروبيين يحاولون بشدة منع النصر الروسي، لكنهم لا يعتقدون أن كييف قادرة على الفوز عسكريًا، ما يعني أن الحجة الأكثر إقناعًا للجمهور أن استمرار المساعدات يمكن أن يؤدي إلى سلام مستدام عن طريق التفاوض لصالح كييف بدلاً من انتصار بوتين".
ماذا لو عاد ترامب؟
ووجدت استطلاعات الرأي التي أجريت في شهر يناير الماضي في 12 دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي ــ بما في ذلك فرنسا وألمانيا والمجر وإيطاليا وهولندا وبولندا وإسبانيا والسويد ــ أن الهجوم المضاد المتعثر لأوكرانيا، والمخاوف المتزايدة من تحول السياسية الأمريكية واحتمال ولاية رئاسية ثانية للرئيس دونالد ترامب تؤجج التشاؤم بشأن نتيجة الحرب.
واعتُبرت عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض على نطاق واسع أخبارًا سيئة، حيث قال 56% من المشاركين في الاستطلاع في الدول الـ 12 التي شملها الاستطلاع إنهم سيشعرون بخيبة أمل كبيرة أو إلى حد ما إذا أعيد انتخاب الرئيس السابق.
وكان الاستثناء الوحيد هو المجر، حيث قال 27% من المشاركين إنهم سيكونون سعداء بعودة ترامب، بينما أعرب 31% عن خيبة أملهم، وعلى نحو مماثل، كان أنصار حزب سياسي رئيسي واحد فقط ــ حزب فيدس المجري ــ يأملون في فوز ترامب.
وفي حالة أوقفت الولايات المتحدة المساعدات العسكرية لأوكرانيا في ظل رئاسة ترامب، قال 41% من الأوروبيين إن الاتحاد الأوروبي يجب عليه إما زيادة دعمه أو الإبقاء عليه عند مستواه الحالي، في حين يفضل 33% أن يحذو الاتحاد الأوروبي حذو الولايات المتحدة.
شكوك في انتصار أوكرانيا
ووجد التقرير الذي يحمل عنوان "الحروب والانتخابات: كيف يمكن للقادة الأوروبيين الحفاظ على الدعم الشعبي لأوكرانيا"، أن واحدًا فقط من كل 10 أوروبيين في الدول الـ 12 التي شملها الاستطلاع يعتقد أن أوكرانيا ستفوز في ساحة المعركة، في حين توقع ضعف هذا العدد (20٪) انتصار روسيا. وحتى في الدول الأعضاء الأكثر تفاؤلاً التي شملها الاستطلاع - بولندا والسويد والبرتغال - يعتقد أقل من واحد من كل خمسة (17%) أن كييف يمكن أن تنتصر.
وفي جميع البلدان، أظهر الاستطلاع أن الرأي الأكثر شيوعًا، والذي شارك فيه في المتوسط 37% من المشاركين، هو أن الحرب ستنتهي بحل وسط، على الرغم من أن بعض البلدان كانت أكثر حرصًا على هذه النتيجة من غيرها.
وكان المشاركون أكثر ميلاً إلى القول بأن أوروبا يجب أن تساعد أوكرانيا في القتال في السويد بنسبة 50%، والبرتغال 48%، وبولندا 47%، بينما جاءت نسب الذين فضلوا دفع كييف لقبول حل النزاع في المجر بنسبة 64%، واليونان 59%، وإيطاليا 52% والنمسا 49%، بينما كانت الآراء منقسمة بشكل أكثر توازنا في فرنسا وألمانيا وهولندا وإسبانيا.
أظهر الاستطلاع دليلاً على أن العديد من الأوروبيين يعتبرون على نحو متزايد أن حرب روسيا ضد أوكرانيا تشكل مصدر قلق مباشر بالنسبة لهم، حيث قال 33% إن تأثيرها على بلادهم ــ وعلى أوروبا (29%) أكبر من تأثير الحرب في الشرق الأوسط. مقابل 5% قالوا عكس ذلك.