تسببت الحروب الدائرة في العالم خلال العامين الماضيين، إلى تحقيق شركات الأسلحة لمبيعات قياسية، حيث دفعت المخاوف من اتساع رقعة الحرب "الروسية الأوكرانية"، بجانب التوترات التي حدثت في الشرق الأوسط، على خلفية التدمير الذي تحدثه إسرائيل في قطاع غزة، الدول إلى زيادة مستويات إنفاقها الدفاعي، وأصبحت لغة السلاح هي السائدة عالميًا.
ارتفاع الأسهم
وارتفعت أسهم شركات تصنيع الأسلحة في العامين الماضيين، كان من أبرزهم شركة "بي أيه إي سيستمز" لصناعة الأسلحة، والتي تعد اتحاد لشركات الدفاع، بما في ذلك شركة الطائرات البريطانية، وبحسب الجارديان البريطانية، فإن القائمين على التحالف أكدوا أن عدم الاستقرار في أوروبا والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، سلط الضوء بشدة على الدور الحيوي الذي نلعبه في حماية الأمن القومي".
وكسرت الحرب الروسية الأوكرانية حاجز الـ700 يوم، ومع فشل هجوم كييف المضاد منذ أشهر، يحاول الكرملين الضغط بكل السبل لتنفيذ أجندته، وتمكنت من كسب المزيد من الأراضي، وذلك في الوقت الذي تراجع فيه الجيش الأوكراني، مُتخذًا مواقف دفاعية كبيرة، في محاولة للتصدي للقوات الروسية.
أرقام قياسية
كما حققت شركة " إف تي سي 100 " أرباحًا أساسية قبل الفوائد والضرائب بقيمة 2.7 مليار جنيه إسترليني، على مبيعات قياسية بلغت 25.3 مليار جنيه إسترليني في عام 2023، ولفتت الشركة إلى أن عدم الاستقرار العالمي يجعل الحكومة تركز على الإنفاق الدفاعي، وبحسب المنشور، فإن قسط كبير من الأسلحة يذهب دول أوروبا الشرقية ودول البلطيق القريبة من حدود روسيا.
وتضاعفت ورادات الأسلحة في أوروبا، خلال العامين الماضيين، ووفقًا لتقرير معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام فقد قفزت النسبة إلى 93% بفعل تسارع الإنفاق العسكري من جانب دول أوروبية عدة مثل بولندا والنرويج، وخلافًا لأوروبا، ووفقًا ليورو نيوز، فإنه في المقابل، أظهرت كل القارات الأخرى انخفاضًا في الواردات، على مدى السنوات الخمس الماضية.
تطوير نووي
وتشمل الطلبات التي يقوم التحالف بإنتاجها بناء الغواصات النووية والطائرات المقاتلة والدبابات والسفن، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر، متوقعين ارتفاع المبيعات بنسبة تتراوح بين 10% و12% خلال عام 2024، مشيرين إلى أن "دفاتر الطلبيات" طويلة الأجل تم تعزيزها، لبناء الجيل التالي من الآلات التي تعمل بالطاقة النووية مثل الغواصات والطائرات ضمن البرنامج الجوي القتالي العالمي.
وتعرضت سوق السلاح العالمية لتغيير كبير، بعد الحرب في أوكرانيا، حيث من المتوقع، بحسب صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن يكون مستقبل تلك الصناعة في يد الولايات المتحدة والصين، وهما المستفيدين المباشرين من تراجع مكانة روسيا عالميًا كمصدر للسلاح، بسبب العقوبات من ناحية وتوفير مخزونها لإمداد جيشها من ناحية أخرى.
ميدان غزة
ترى الشركات أن الحرب الأوكرانية على وجه الخصوص، هي التي سلطت الضوء على أهمية التكنولوجيا المستقلة، خاصة بعد ظهور أنماط جديدة للأسلحة مثل مناطيد التجسس والأجسام الطائرة المجهولة التي لا يعرف مصدرها، بجانب الميدان الأوكراني الذي كشف عن تسريع وتيرة عسكرة الفضاء الخارجي والأمن السيبراني، حيث أصبح السلاح هو اللغة التي يتحدث بها العالم.
وبسبب ما تفعله إسرائيل في قطاع غزة، نقلت سكاي نيوز عن مواقع عسكرية إسرائيلية تأكيدها أن شركات السلاح الإسرائيلية والأمريكية حققوا أرباحًا طائلة من وراء حرب غزة المتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023، وتم تجريب العديد من الأسلحة الجديدة في الميدان الفلسطيني، والذي بسببه يتم بيع الأسلحة للدول.
مخاوف سوقية
وبسبب المخاوف من أن الشركات البريطانية يتم تقييمها بأقل من قيمتها نسبيا في سوق الأوراق المالية بلندن، انتقلت أكبر الشركات إلى الولايات المتحدة، بهدف رفع قيمتها السوقية، إلا أن صحيفة الجارديان كشفت عن أنه من غير المرجح أن يتمكن تحالف الشركات "بي أيه إي سيستمز" من اتخاذ نفس الخطوة بسبب "الحصة الذهبية" من الأسهم، الذي تحتفظ به حكومة المملكة المتحدة لمنعها من الوقوع في ملكية أجنبية.