حضر المخرج الكبير مارتن سكورسيزي إلى ساحة بوتسدامر بلاتز الشهيرة في قلب العاصمة الألمانية برلين، بمناسبة تكريمه في الدورة الـ74 لمهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي قرر منحه جائزة الدب الذهبي الفخرية عن منجزه السينمائي.
وقال كارلو شاتريان، المدير الفني للمهرجان، إنه يعتبر المخرج مارتن سكورسيزي جزءًا من تاريخ المهرجان وصديق المهرجان، وعن سؤال "سكورسيزي" حول رؤيته لدور المهرجانات السينمائية حاليًا، خصوصًا في ظل تعدد وسائل ومنصات مشاهدة الأفلام، قال: "دائمًا ما يكمن دور المهرجان السينمائي بالنسبة لي في أنه المكان الذي يتم فيه الاهتمام بالأصوات والمواهب السينمائية الجديدة والواعدة، فهو المكان الذي يمكن أن تشاهد فيه فيلمًا للمرة الأولى، وربما لا تراه مرة أخرى ولكن تظل تذكره لبقية حياتك، كما أن المهرجانات السينمائية هي المكان الذي يمكن من خلاله للناس أن تتعرف على ثقافات بعضهم البعض المختلفة من خلال السينما والأفلام وهو ما أعتبره شيئًا مهمًا جدًا في الحياة".
وبسؤاله عن دوره في ترميم الأفلام والمحافظة عليها وما الذي يجعله يختار فيلمًا بعينه كي يتم ترميمه من خلال مؤسسته السينمائية المسؤولة عن ترميم الأفلام، التي عُرض بعضها من خلال قسم الكلاسيكيات في مهرجان برلين على مدار سنواته السابقة قال: "أبحث بالأساس عن الأفلام التي أثرت فينا وعلينا، وهنا أقصد نفسي ومعي ستيفين سبيلبيرج وبراين دي بالما وبول شرايدر، هذه المجموعة من المخرجين، فلقد بدأنا مسيرتنا المهنية في مجال صناعة الأفلام سويًا في بداية السبعينيات، وكنا دائمًا ما نسأل بعضنا هل شاهدت هذا الفيلم أو ذاك، وكنا نجد صعوبة بالغة في الحصول على نسخ جيدة لهذه الأفلام، وحينما كنا نحصل على نسخة من الفيلم الذي نود مشاهدته كانت لحظة ساحرة، وما أفكر فيه حقًا أنه ربما مجموعة من الأطفال يتسنى لهم رؤية واكتشاف هذه الأفلام وأن تغير حياتهم كما حدث لي وغيرت السينما والأفلام حياتي".
وحينما سُئل سكورسيزي عن إمكان تأثره بالأجيال الحديثة والواعدة من المخرجين مثلما تأثر بأجيال سابقة له في بداية مسيرته المهنية قال: "هذا سؤال جيد خصوصًا أنني أبلغ من العمر 81 عامًا الآن فعامل الوقت بالنسبة لي أصبح مهمًا جدًا الآن وبات عليّ اختيار الأفلام التي أشاهدها بعناية شديدة، وأخيرًا أعجبني جدًا فيلم Past Lives للمخرجة سيلين سونج وهناك العديد من المخرجين الجدد المبدعين والمثيرين للاهتمام حقًا وأحاول قدر الإمكان تتبع أعمالهم".
ثم سُئل عن علاقته الطويلة والممتدة بالمخرج الكبير ستيفين سبيلبيرج الذي كرمه المهرجان العام الماضي بالجائزة نفسها، وعما إذا كانت هناك أي فرصة لتعاونهما سويًا أجاب سكورسيزي: "نعم بالطبع، حاولنا على مدار السنوات الماضية أن نقوم بإنتاج فيلم سويًا ولقد تحقق ذلك من خلال فيلم "مايسترو" تمثيل وإخراج برادلي كوبر، وأعتقد أن تعاوننا في المرات المقبلة سيكون ممتعًا جدًا بكل تأكيد".
وفي نهاية المؤتمر الصحفي وعند سؤاله عن كواليس مقابلته لبابا الفاتيكان وفيلمه المُقبل "المسيح" قال: "طالما ما كانت تراودني فكرة صناعة فيلم عن المسيح، فهي في مخيلتي منذ طفولتي من قبل حتى أن أبدأ بصناعة الأفلام وهو ربما ما دفعني لإخراج فيلم Silence وهو الفيلم الذي كان السبب في أن أقابل البابا أكثر من مرة ولقد تطرق حوارنا إلى الطرق الحديثة للحديث عن أساسيات المسيحية، وكنت دائمًا مهتمًا بهذا الأمر، وسأحاول من خلال فيلمي القديم عن المسيح أن أتطرق لهذه الفكرة، ولا أزال لست متأكدًا من طبيعة الفيلم ولكن ما أريده حقًا هو صناعة فيلم متفرد ومختلف قادر على إثارة التفكير، وممتعًا في الوقت نفسه".