أظهرت جماعة الحوثي في اليمن أنهم ما زالوا قادرين على شن هجمات على السفن التجارية عبر ممر البحر الأحمر الحيوي، مضيق باب المندب، رغم الضربات الجوية الأخيرة التي نفذتها القوات الأمريكية والبريطانية.
4 هجمات جديدة
وأعلنت جماعة الحوثي اليمنية، في بيان متلفز بثته قناة المسيرة الفضائية التابعة للجماعة "أنها شنت هجمات صاروخية على السفينتين الأمريكيتين، سي شامبيون ونافيس فورتونا في خليج عدن، في ضربات كانت دقيقة".
وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة، يحيى سريع: "إن الهجمات رفعت إجمالي عمليات الحوثيين خلال الـ24 ساعة الماضية إلى أربع"، واستهدفت الأولى سفينة بريطانية ما أدى إلى غرقها بالكامل. وأسقط الهجوم الثاني طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ9 في أجواء محافظة الحديدة، فيما استهدف الهجومان الأخيران سفينتين أمريكيتين"، حسبما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
نشاط عسكري جديد
وأفادت القيادة المركزية للقوات المسلحة الأمريكية "سينتكوم" بنشاط عسكري جديد من نوعه للحوثيين في مياه البحر الأحمر، حيث استخدموا لأول مرة مسيّرات بحرية، مشيرة إلى أن "درون" بحريًا تابعًا للحوثيين تم اكتشافه من قِبل أفراد طاقم إحدى السفن الحربية الأمريكية الذين أطلقوا النيران عليه.
وذكرت "سينتكوم"، "أن هذه هي أول مرة تتعرض فيها سفينة حربية أمريكية لهجوم درون انتحاري بحري، مشيرًا إلى أن الحوثيين كانوا يستخدمون سابقًا مسيّرات جوية فقط ضد السفن الحربية الأمريكية".
سفن الناتو مهددة
ويرى الخبراء أنه صار بمقدور الحوثيين الآن استهداف أية سفينة حربية تابعة للناتو في البحر الأحمر، وأنهم سيستخدمون مستقبلًا المسيّرات البحرية الانتحارية ضد السفن الحربية الأمريكية، وفق "روسيسكايا جازيتا".
وقال نائب الأدميرال الأمريكي براد كوبر لبرنامج "60 دقيقة" على شبكة "سي بي إس نيوز" في مقابلة أذيعت الأحد الماضي: "إن الصراع الحالي بين البحرية الأمريكية والقوات المسلحة اليمنية التي يقودها الحوثيون في البحر الأحمر هو أحد أهم المعارك التي خاضتها البحرية الأمريكية منذ عقود".
وأضاف "أعتقد أنه يتعين عليك العودة إلى الحرب العالمية الثانية حيث لديك سفن تشارك في القتال، عندما أقول إننا نشارك في القتال، حيث يتم إطلاق النار عليهم، فإننا نتعرض لإطلاق النار، ونرد بإطلاق النار"، وفق صحيفة "ذا كريدل" الأمريكية.
مكانة الحوثيين
وعززت الحملة الحوثية مكانتهم في العالم العربي، الذين قد ينظرون إلى خسائرهم على أنها متوازنة مع شهرتهم المفاجئة في العالم الغاضب من مقتل النساء والمدنيين على يد إسرائيل في قطاع غزة وسط حربها على حماس، وكلما طال أمد هجماتهم، يحذر المحللون من زيادة خطر أن تبدأ اضطرابات الشحن الدولي في التأثير على الاقتصاد العالمي، وفق "بريكينج نيوز".
واعترف الحوثيون والمسؤولون الغربيون، أمس الاثنين، بواحدة من أخطر الهجمات التي شنها الحوثيون على السفن، وقالت القيادة المركزية للجيش الأمريكي إن الحوثيين استهدفوا ناقلة البضائع السائبة روبيمار التي ترفع علم بليز بصاروخين باليستيين مضادين للسفن، أصاب أحدهما السفينة، التي أبلغ طاقمها أنها أصبحت غير صالحة للعمل.
خسائر أمريكية
في هذه الأثناء، نشر الحوثيون في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء لقطات لما وصفوه بصاروخ أرض جو أسقط طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper قبالة سواحل الحديدة، وهي مدينة ساحلية يمنية يسيطر عليها الحوثيون على البحر الأحمر، وفي نوفمبر الماضي، اعترف البنتاجون بفقدان الطائرة MQ-9، التي تم إسقاطها.
وفي أواخر يناير الماضي، أدت إصابة مباشرة أخرى من قبل الحوثيين إلى اشتعال النار في ناقلة نفط ترفع علم جزر مارشال لساعات.
ويستهدف الحوثيون بشكل متكرر السفن في البحر الأحمر والمياه المحيطة به بسبب الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وكثيرًا ما استهدفوا السفن التي لها روابط هشة أو ليس لها روابط واضحة مع إسرائيل، ما يعرّض الشحن البحري للخطر في طريق رئيسي للتجارة بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا.
ومع ذلك، تواصل الولايات المتحدة خسارة طائرات بدون طيار تبلغ قيمتها عشرات الملايين من الدولارات، وإطلاق صواريخ كروز بملايين الدولارات لمواجهة الحوثيين، الذين يستخدمون أسلحة أرخص بكثير يعتقد الخبراء أن إيران زودتهم بها لشن معركة غير متكافئة على اليمن.
ضربات أمريكية
ودمرت القوات الأمريكية والقوات المتحالفة معها ما لا يقل عن 73 صاروخًا من أنواع مختلفة قبل إطلاقها، فضلًا عن 17 طائرة بدون طيار، و13 قاربًا بدون طيار محملة بالقنابل وطائرة بدون طيار متفجرة تحت الماء خلال حملتها التي استمرت شهرًا.
ولم يقدم الحوثيون أنفسهم الكثير من المعلومات بشأن خسائرهم، على الرغم من اعترافهم بمقتل ما لا يقل عن 22 من مقاتليهم في الضربات التي قادتها الولايات المتحدة.
ويبلغ عدد قوات المتمردين، بما في ذلك الحوثيين والقبائل المتحالفة معهم في اليمن، نحو 20 ألف مقاتل، وفقًا للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ويمكنهم العمل في وحدات صغيرة بعيدًا عن القواعد العسكرية، ما يجعل استهدافهم أكثر صعوبة من القوة العسكرية التقليدية.