يواجه الجيش الأمريكي، أول معركة بحرية كبرى في القرن الحادي والعشرين، حيث يتمركز في المدمرات الأمريكية الموجودة بالبحر الأحمر نحو 7000 جندي، لصد هجمات الحوثيين على السفن، فعلى الرغم من أنها جزء من تحالف دولي يضم 20 دولة تحت مسمى "حارس الازدهار"، إلا أن الجزء الأكبر من السفن والطائرات والقوة النارية تأتي من الولايات المتحدة الأمريكية.
وبدأ الحوثيون، في تهديد السفن التي تحمل الأعلام الإسرائيلية في البحر الأحمر، أو المتوجهة إليها، بعد الانفجار المميت في المستشفى الأهلي في غزة يوم 17 أكتوبر، ما دفع الجيشين الأمريكي والبريطاني، لتنفيذ ضربات من خلال عشرات الغارات الجوية المتتالية، على أهداف للحوثيين في أجزاء مختلفة من اليمن، بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدن الحديدة وتعز وصعدة، التي وصفتها القيادة المركزية الأمريكية بأنها مواقع مرتبطة بهجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ، التي استهدفت السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن.
تريليون دولار
واستهدف التنظيم منذ بداية الأزمة ما يقرب من 45 سفينة خلال الأشهر الماضية، كان آخرها السفينة البريطانية التي تم استهدافها اليوم الاثنين، ونقلت شبكة "سي بي إس" نيوز الأمريكية، عن الأدميرال براد كوبر، نائب قائد القيادة المركزية الأمريكية، تأكيده أن الجماعة تتلقى الدعم والإمداد والتدريب من إيران منذ سنوات، وهو ما مكنه من إطلاق وابل من الطائرات بدون طيار والصواريخ الباليستية المضادة للسفن.
ويعتبر آخر مرة شاركت فيها البحرية الأمريكية في قتال بهذا الحجم والكثافة لعدة أشهر، كانت خلال الحرب العالمية الثانية، ووفقًا للعسكري الأمريكي فإن إبقاء هذه الأماكن مفتوحة أمر بالغ الأهمية، مشيرًا إلى أن حماية الممر الرئيسي بين أوروبا وآسيا، الذي يخدم حركة تجارية تصل لتريليون دولار، يعد التزامًا أساسيًا للولايات المتحدة للحفاظ على التدفق الحر للتجارة، عبر طرق الشحن الدولية الحيوية.
معركة كبرى
وبسبب تلك الحرب، التي تعد خطرًا على الاقتصاد العالمي، اضطرت العديد من الشركات إلى تقليص إنتاجها، خاصة أوروبا، ووفقًا للأدميرال البحري، فإن ذلك دفع بايدن إلى نشر البحرية الأمريكية في أول معركة بحرية كبرى في القرن الحادي والعشرين، مشيرًا إلى أن هناك في الوقت الحالي نحو 7000 جندي في البحر الأحمر، لافتًا إلى أنهم لن يسمحوا للحوثيين باحتجاز هذا المضيق كرهينة.
ولفت القائد إلى أن الولايات المتحدة ليست وحدها التي تدافع عن ممر البحر الأحمر، فهي جزء من تحالف يضم أكثر من 20 دولة، يعمل تحت اسم عملية حارس الازدهار، لكن الجزء الأكبر من السفن والطائرات والقوة النارية يأتي من الولايات المتحدة، حيث تعد المدمرات الأمريكية هي الجزء الرئيسي من الأسطول.
أكثر من المال
وخلال هذه المهمة، كما يقول القائد جاستن سميث السفينة يو إس إس ماسون، استخدمت البحرية نحو 100 صاروخ أرض-جو قياسي، التي يمكن أن تصل تكلفة كل منها إلى 4 ملايين دولار، وفي بعض الأحيان تُستخدم الصواريخ لإسقاط طائرات الحوثيين بدون طيار، وقد تكلف هذه الصواريخ نحو 10 آلاف دولار، واصفًا الأمر بأنه يتعلق بما هو أكثر من المال، بحسب الشبكة الأمريكية.
ويرجع ذلك الأمر وفقًا للقائد البحري، إلى أن أفراد الطاقم غالبًا ما يكون لديهم ثوانٍ معدودة فقط، لتحديد نوع الأسلحة التي سيتم نشرها لتدمير تهديد وارد، مثل طائرة بدون طيار أو صاروخ باليستي، مشيرًا إلى أن بسبب ذلك لا يمكن تحديد ثمن السلامة والدفاع عن الجنود.