الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مخزون صواريخ أمريكا في خطر.. مليارات التوماهوك في مواجهة مسيرات الحوثيين

  • مشاركة :
post-title
البحرية الأمريكية تطلق صاروخ توماهوك ضد الحوثييون

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

في الوقت الذي تطلق فيه السفن الحربية الأمريكية صواريخ "توماهوك كروز" باهظة الثمن، ضد طائرات الحوثيين بدون طيار، رخيصة الثمن، في البحر الأحمر، وجد الأمريكيون أنفسهم أمام مشكلة خطيرة تلوح في الأفق، تتمثل في تسبب تلك الضربات في إنهاك مخزون البحرية من الذخائر، الأمر الذي دفع المشرعين للمطالبة بتمويل إضافي لتجديد مخزون الجيش منها.

وسلطت صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية الضوء على تلك المشكلة التي تصطدم بالعديد من العقبات، كان من أهمها المستوى العالي من الخلاف والصراع بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري أساسًا على تمويل أوكرانيا وإسرائيل وتايوان والحدود، وهو ما يحذر معه من مخاوف عدم إدراج تلك النقطة المهمة من تجديد مخزون الذخائر في أي قانون ضمن الميزانية الجديدة 2025.

مخزون توماهوك

وفي الأسبوع الماضي، شنّ البنتاجون 6 جولات من الضربات الاستباقية ضد أهداف الحوثيين في اليمن، كما أسقطت مدمرات البحرية الأمريكية العشرات من طائرات الحوثيين بدون طيار وصواريخ متعددة في البحر الأحمر، وكان أحد الأسلحة الرئيسية في الهجمات الأخيرة هو صاروخ توماهوك كروز، الذي يطلق من السفن والغواصات ويمكنه ضرب أهداف على بعد 1000 ميل، وأطلقته 80 مرة على الأقل منذ 11 يناير.

بيان توضيحي لمخرون الجيش الأمريكي من التوماهوك

ويخشى المشرعون من أن الجهود المبذولة لقمع هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ضد السفن التجارية، والتي تستخدم فيها الولايات المتحدة أنظمة بملايين الدولارات لإسقاط طائرات وصواريخ رخيصة الثمن، من أنها قد تؤدي إلى تحويل الموارد عن ردع هجوم محتمل، في إشارة إلى الصراع المستقبلي مع الصين بشأن تايوان، وفقًا للصحيفة.

مطالب الحلفاء

وعلى مر السنين، لم تقم البحرية الأمريكية بتعبئة مخزون صواريخ توماهوك، كما أنه لم يتم استخدامه كثيرًا، وأكد المحللون العسكريون للصحيفة، أن الطلب الأمريكي الآن على "توماهوك كروز" يأتي في الوقت الذي يبحث فيه الحلفاء عنه أيضًا، مثل اليابان التي أعلنت حكومتها عن صفقة بقيمة 2.5 مليار دولار لشراء 400 صاروخ أمريكي، سيتم تسليمها بين عامي 2025 و2027.

وفي أغسطس الماضي، وقعت أستراليا أيضًا صفقة مماثلة لشراء 200 صاروخ من أمريكا، وفي المقابل -كما يشير المحللون- طلب سلاح المشاة الأمريكية 34 صاروخًا فقط، مقابل 1.9 مليون دولار للقطعة الواحدة في السنة المالية 2024، بينما تنفق البحرية ما بين 4.5 مليون دولار إلى 9.8 مليون دولار على الصاروخ القياسي.

مواجهة الصين

ونقلت الصحيفة عن عدد من أعضاء مجلسي الكونجرس والشيوخ الأمريكيين تأكيدهم، أن حزمة المساعدات المطلوبة للجيش، يجب أن تأخذ في الاعتبار تجديد المجموعة الأوسع من الصواريخ التي تم إطلاقها ضد الحوثيين، حتى يكون لدينا القدرة على مواجهة الصين إذا تم نشوب صراع معها.

البحرية الأمريكية

زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، ميتشيل ماكونيل، وفقًا للصحيفة، كان بين الذين أطلقوا تحذيرات منذ أسابيع حول استخدام صواريخ تبلغ قيمتها مليون دولار للدفاع ضد طائرات بدون طيار تبلغ قيمتها ألف دولار، وهو الأمر الذي وصفه بأنه يجهد المخزون غير الكافي أصلًا في القدرات بعيدة المدى.

ويعتبر البرنامج الإضافي، كما يقول النائب، هو الفرصة الوحيدة لتوسيع قدرة أمريكا على مواجهة تحديات الأمن القومي، مشيرًا إلى أن أزمة البحر الأحمر، هي مجرد واحدة من النقاط الساخنة العالمية التي تحاول واشنطن التوفيق بينها، بينما تتعامل مع قاعدة صناعية دفاعية متوترة.

الاعتمادات المالية

ونقلت بوليتيكو عن مصدر كبير في وزارة الدفاع تأكيده أن الذخائر -وبالأخص صاروخ توماهوك كروز-، تعتبر الآن نقطة قلق للجميع، كما هو الحال بالنسبة للقاعدة الصناعية للذخائر، والتي من المفترض أن تحظى باهتمام إضافي في ميزانية 2025، إذ أنه على مر السنين كان الإنتاج ضعيفًا والاستخدام أيضًا ضعيفًا.

وتوقع المسئول العسكري أن يتم اتخاذ إجراء في مجلس الشيوخ بشأن طلب المساعدة العسكرية التكميلية الذي قدمه بايدن، وبالإضافة إلى المبلغ الإضافي، يمكن للكونجرس أن يضع المزيد من تمويل الذخائر في مشروع قانون الإنفاق الدفاعي لعام 2024 الذي يهدف إلى إقراره في أوائل مارس، أو في الاعتمادات المالية لعام 2025، المتوقع أن يلجأ إليها في الأشهر المقبلة.