وسط مخاوف من إمكانية تأثيره على النتائج وتوجهات الرأي العام، تعهدت 20 شركة تكنولوجية، أبرزها "جوجل" و"ميتا" و"مايكروسوفت" و"تيك توك" و"أوبن أي" و"أمازون"، بالمساعدة في منع الاستخدامات الخادعة للذكاء الاصطناعي من التدخل في الانتخابات العالمية.
وتستعد أكثر من 40 دولة حول العالم، تمثل نصف السكان تقريبًا -أي ما يعادل 4 مليارات نسمة- لإجراء انتخابات إقليمية وتشريعية ورئاسية، وهو ما جعل عام 2024 أكبر سنة انتخابية في التاريخ، الأمر الذي ينذر بزعزعة استقرار المؤسسات السياسية في مناطق أكبر، وتصعيد التوترات الجيوسياسية، وسط احتجاجات عامة صاخبة وحركات شعبية تجتاح البلدان، وجاءت مخاوف تدخل الذكاء الاصطناعي في العملية الانتخابية لتزيد من خطورة الموقف.
محتوى مُزيف
كشف الخبراء لشبكة "أي بي سي نيوز" الأمريكية، أن أدوات الذكاء الاصطناعي التي تمكن المستخدمين من إنشاء صور أو مقاطع فيديو أو أصوات مزيفة، تعتبر سهلة الوصول لأي شخص في أي وقت، حيث لا تمتلك الضمانات اللازمة لمنع المستخدمين من إنشاء محتوى لسياسيين أو مشاهير لقول أشياء لم يقولوها مطلقًا، أو يفعلون أشياء لم يفعلوها إلى الأبد.
في الشهر الماضي فقط، فوجئ الناخبون في الولايات المتحدة الأمريكية، بمكالمة هاتفية مميزة تحمل صوت الرئيس، جو بايدن، تحث الناخبين على عدم التصويت لأناس بأعينهم، كما شهدت تايوان نصيبها من التزييف على وسائل التواصل الاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في 13 يناير.
اتفاق طوعي
ويعتبر الاتفاق الذي تم بين الشركات تحت مسمى "اتفاق التكنولوجيا لمنع الاختراق للذكاء الاصطناعي في انتخابات 2024"، حدثًا طوعيًا، ونقلت الشبكة عن رئيس الشؤون العالمية في جوجل، تأكيده أن هذا الاتفاق يدعم نزاهة الانتخابات، ويعكس ما يحدث رسميًا من جانب الصناعة ضد المعلومات الخاطئة التي تنتجها الذكاء الاصطناعي، والتي تؤدي إلى تآكل الثقة في الديمقراطية التي وصفها بأنها تعتمد على انتخابات آمنة.
ويسعى أصحاب الشركات التكنولوجية لعدم السماح بالتقنية الرقمية، بتهديد فرصة أجيال الذكاء الاصطناعي المتطورة في المستقبل، والتي تهدف في الأساس لتحسين الاقتصاد، وخلق فرص عمل جديدة ودفع التقدم في مجال الصحة والعلوم، حيث تتضمن بعض الالتزامات، في الكشف عن المحتوى الفاسد على منصاتها، إلى جانب تطوير التكنولوجيا الخفيفة التي تتعلق بمحتوى الذكاء الاصطناعي المخادع.
ترحيب واسع
تلك الخطوة، وفقًا للشبكة الأمريكية لاقت استحسانًا من أعضاء الكونجرس الأمريكي، الذين أصدر بعضهم بيانًا، أعربوا فيه عن تقديرهم لتلك الخطوة، التي ترقى من وجهة نظرهم إلى مستوى المسؤولية، مُشيرين إلى أن الوقت سيحدد مدى فعالية هذه الخطوات، التي سيعرف من خلالها ما إذا كانت بحاجة إلى تدابير وقائية أكثر من عدمه.
كما رحبت المنظمات التي تسعى لكشف التزييف العميق للسياسة، مؤكدين أن الشركات اتخذت خطوات واسعة لكبح جماح ما اعتبروه أسوأ من الأسلحة، مشيرين في الوقت نفسه إلى أن الشرطة الذاتية التي تسعى الشركات لتنفيذها على نفسها غير كافية، مطالبين الشركات بوجود المزيد من الضمانات الكبيرة والكافية، لتجنب مشاركة الفيديوهات والصور والأصوات المُزيفة.