دعا قادة أوروبيون إلى إعادة النظر بشكل عاجل في ما إذا كانت إسرائيل تمتثل لالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان في غزة بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
ووفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية نقلًا عن رئيس الوزراء الأيرلندي تاويستش ليو فارادكار ونظيره الإسباني بيدرو سانشيز: "نحن نشعر بقلق عميق إزاء تدهور الوضع في إسرائيل وغزة، وتأثير الصراع المستمر على الفلسطينيين الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء".
وأشارا إلى أنه في حين أن اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل هي في جوهرها اتفاقية تجارة حرة - اتفاقية اقتصادية تشكل أساس العلاقات بين بروكسل وتل أبيب- إلا إنها "تجعل احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية عنصرًا أساسيًا في العلاقة".
وجاء في الرسالة التي وجهها رئيسا وزراء أيرلندا وإسبانيا لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أنه إذا وجدت بروكسل أن هذه المبادئ تم انتهاكها، فعليها أن تقترح "الإجراءات المناسبة على المجلس للنظر فيها".
وأضافا أن "تنفيذ حل الدولتين هو السبيل الوحيد للتأكد من أن دائرة العنف هذه لن تكرر نفسها"، وشددا على أن الاتحاد الأوروبي لديه "مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة لجعل ذلك حقيقة واقعة".
وأوضحت الصحيفة أنه في معرض الدعوة إلى إطلاق سراح المحتجزين في غزة، أشار سانشيز وفارادكار إلى أن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس "لا يمكن ممارسته إلا بما يتماشى مع القانون الدولي... ويجب أن تمتثل له، مبادئ التمييز والتناسب والحيطة".
وكتبا أن "العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في مدينة رفح الفلسطينية تشكل تهديدًا خطيرًا ووشيكًا يجب على المجتمع الدولي مواجهته بشكل عاجل"، في إشارة إلى الهجوم البري المخطط له والذي أدانه على نطاق واسع حتى حلفاء تل أبيب، بما في ذلك القادة في الولايات المتحدة وأوروبا.
واعترف متحدث باسم المفوضية الأوروبية بتلقي الرسالة، وشدد على أنه يجب أن تكون هناك "مساءلة عن انتهاكات القانون الدولي" من كلا الجانبين، وأصرّ على أن بروكسل "تأسف لكل الخسائر في أرواح المدنيين".
يوم الاثنين الماضي، قدمت جنوب إفريقيا طلبًا عاجلًا إلى محكمة العدل الدولية سعيًا لتحديد ما إذا كان الهجوم الإسرائيلي المخطط له على رفح الفلسطينية سيشكل "انتهاكًا وشيكًا آخر لحقوق الفلسطينيين في غزة".
ويلجأ أكثر من مليون و300 ألف فلسطيني تم إجلاؤهم من أجزاء أخرى من القطاع إلى المدينة، ولم يتبق لهم مكان للفرار داخل حدودها، كما حذرت الأمم المتحدة والمدافعون الدوليون عن حقوق الإنسان.
وزعمت إسرائيل أن هجومها على رفح الفلسطينية ضروري للقضاء على حماس، وأصرت على أن المدينة هي "المعقل الأخير" لها.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في وقت سابق من هذا الأسبوع، إنه يجري صياغة خطة لحماية المدنيين في رفح الفلسطينية.
ومنذ 7 أكتوبر الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانًا دمويًا على قطاع غزة خلف حتى الأربعاء 28576 شهيدًا و68291 مصابًا، معظمهم أطفال ونساء، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفق بيانات فلسطينية وأممية.