في تطور واضح لما تشكله الخطورة المستقبلية المحتملة على إسرائيل وسمعتها، بسبب ما تنوي فعله وارتكاب مجزرة باقتحام مدينة رفح الفلسطينية، خرج أكبر الحاخامات البارزين في المملكة المتحدة، ليعارض علنًا الهجوم العسكري الإسرائيلي المتوقع، في ضربة قوية لما يروّجه الاحتلال من أن الجميع على قلب رجل واحد في مواصلة الحرب.
ويسعى الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجوم متوقع على مدينة رفح الفلسطينية، التي تأوي ما يزيد على مليون ونصف المليون نازح بخلاف عدد سكانها، وطلبوا من المواطنين مغادرة المكان، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية، وهو ما حذرت منه العديد من دول العالم، على رأسها مصر، التي وصفت قيام الاحتلال بمنع المساعدات من الدخول واقتحام رفح الفلسطينية، بأنهما ضمن المخطط الإسرائيلي لتصفية القضية وتهجير سكان غزة.
مليون مدني
"من المستحيل أن نبقى صامتين".. هكذا رأى جوناثان ويتنبرج، كبير حاخامات "طائفة الماسورتي" اليهودية في بريطانيا، ما يجب القيام به أمام محاولات إسرائيل لغزو جنوب القطاع وتدميره كما فعل في الشمال، مشيرًا إلى أن ذلك ينبع من القلق العميق إزاء تصرفات إسرائيل المحتملة في رفح الفلسطينية، التي فيها ما يزيد على مليون مدني فلسطيني، العديد منهم فروا بالفعل من شمال غزة، بحسب "الجارديان" البريطانية.
يأتي ذلك في الوقت الذي حذرت فيه منظمات الأمم المتحدة الإنسانية والإغاثية، من أن خطوة جيش الاحتلال على مداهمة مدينة رفح الفلسطينية، ستجلب كارثة إنسانية، خاصة مع اكتظاظ المستشفيات بالكامل بالجثث والمصابين، بجانب معاناتها من نقص الإمدادات الطبية، مع قيام السلطات الإسرائيلية بعدم السماح بدخول المساعدات المطلوبة لأقل من النصف فقط.
اللاجئون والضعفاء
وفي مخالفة صريحة لما يروجه الإسرائيليون بشأن احتواء الكتب المقدسة على تأكيدات بعدم الرحمة مع الأطفال والنساء خلال الحروب، كشف الحاخام البارز، أن مراجع لا تعد ولا تحصى، أكدت أن اليهودية طوال تاريخها عليها واجبات تجاه اللاجئين والضعفاء، متسائلًا وفقًا للصحيفة البريطانية، عن إمكانية عدم التأثر بحزنهم ومعاناتهم التي وصفها بـ"لا تطاق"، لافتًا إلى أنهم محاصرون الآن وليس لديهم مكان يذهبون إليه.
وبدافع من العواقب المحتملة، أكد الحاخام البريطاني، أنه في المستقبل ستكون هناك معاناة لا يمكن تصورها للفلسطينيين، كما ستتولد كراهية مستقبلية، تطارد سمعة إسرائيل والشعب اليهودي لأجيال عديدة،
مخطط إسرائيل
وتخطط إسرائيل، وفق ما نشرته القناة 13 الإسرائيلية، إلى إقامة 15 مدينة خيام في جنوب غرب قطاع غزة، استعدادًا للهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية، ووفقًا للاقتراح، سيضم كل مخيم 25 ألف خيمة، وسيتم تمويل هذا المشروع من قِبل الولايات المتحدة ودول الخليج، وجاء الاقتراح الذي قدم لمصر في الأيام الأخيرة بعد تحذير إدارة بايدن من دخول رفح الفلسطينية دون خطة مفصلة لحماية المدنيين.