رغم ادعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي كذبًا، أن مدينة رفح الفلسطينية الواقعة جنوب قطاع غزة، هي منطقة آمنة يمكن للمدنيين الذهاب إليها للهروب من جحيم الحرب في الشمال، إلا أن تقرير جديد أظهر أن تلك المنطقة لم تعتبر آمنة في أي وقت منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر الماضي، حيث تعرضت المنطقة للقصف عشرات المرات من قبل.
رغم تسميتها بـ"المنطقة الآمنة".. يخطط الجيش الإسرائيلي لتنفيذ هجوم كبير على مدينة رفح الفلسطينية، التي تأوي ما يزيد على مليون ونصف المليون نازح بخلاف عدد سكانها، وطلبوا من المواطنين مغادرة المكان، الأمر الذي ينذر بوقوع كارثة إنسانية، وهو ما حذرت منه العديد من دول العالم، على رأسها مصر، التي وصفت قيام الاحتلال بمنع المساعدات من الدخول واقتحام رفح الفلسطينية، بأنهما ضمن المخطط الإسرائيلي لتصفية القضية وتهجير سكان غزة.
مئات الشهداء
وقالت شبكة "إي بي سي" نيوز الأسترالية، أنه على الرغم من أن إسرائيل أطلقت على مدينة رفح اسم "المنطقة الآمنة"، لكن جيشها قصف المنطقة باستمرار بغارات جوية، مشيرة إلى أنه وفقًا لبيانات "أكليد"، ففي تلك المنطقة تحديدًا، ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي الغاشم في 7 أكتوبر الماضي، وإلى 9 فبراير الماضي، قام الاحتلال بتنفيذ 290 غارة جوية، أدت إلى مقتل 2100 فلسطيني، بينهم نساء وأطفال.
ومنذ أن عبرت القوات الإسرائيلية الحدود، قامت بدفع سكان غزة جنوبًا، وطلبت منهم المغادرة إلى مدينة رفح الفلسطينية التي وصفتها باستمرار بأنها منطقة آمنة، ما أدى إلى تهجير أكثر من مليون شخص وحصرهم في المدينة الصغيرة، لكن إسرائيل تراجعت عن موقفها، وادعت أن الرهائن المتبقين البالغ عددهم مايقرب من 100 رهينة محتجزون في رفح الفلسطينية، وتسعى من خلال عملية الغزو إلى إنقاذهم.
تهجير قسري
وحذرت الشبكة الأسترالية، من أن خطة نتنياهو لإجلاء المدنيين من المنطقة، ستؤدي إلى نزوح جماعي مذعور، وتهجير قسري لأكثر من مليون مدني اضطروا بالفعل إلى الفرار من القتال، ومن غير الواضح أين يمكن أن تذهب هذه الأعداد الكبيرة من المدنيين المتكدسين بالفعل على الحدود، في الوقت الذي سويت فيه مساحات واسعة من غزة بالأرض، ودمر الجيش الإسرائيلي المنازل والمباني والشوارع.
وأعرب عدد متزايد من زعماء العالم، عن قلقهم العميق وحذروا من وقوع كارثة إذا شنت إسرائيل هجومًا بريًا على المدينة المزدحمة، التي أصبحت أكبر مخيم للنازحين في العالم، ومع وصول الشهداء إلى ما يقرب من 30 ألفًا من السكان أغلبهم من الأطفال والنساء، إلا أنه وفقًا للشبكة، فإن الغزو المحتمل سيفاقم هذا العدد بصورة كبيرة.
أوضاع صعبة
وأثار الهجوم الجوي مخاوف كبيرة بين المدنيين الفلسطينيين، وهم يعيشون في مخيمات مؤقتة تحت قطع من البلاستيك لا تحميهم من ظروف الشتاء القاسية، بما في ذلك الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة القريبة من التجمد، كما أن الظروف المعيشية مزرية مع الاكتظاظ الجماعي، وقلة الصرف الصحي أو المياه النظيفة، وسوء التغذية والجفاف ومجموعة من الأمراض المعدية التي تنتشر، مع تقييد الوصول إلى الرعاية الصحية.
وتعتبر منطقة المواصي، هي أحد الخيارات التي ستدرسها إسرائيل كآخر "منطقة آمنة"، وهي بلدة ساحلية جنوبية تقع فوق رفح، وتبلغ مساحتها نحو 14 كيلومترًا مربعًا، وفقًا للأمم المتحدة، إلا أنه وفقًا للشبكة، فلا تتوفر في المواصي مياه جارية ولا مستشفيات أو عيادات طبية، ويجب أن تمر المساعدات الإنسانية عبر مناطق القتال للوصول إليها.