الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

"مقامرة نتنياهو".. الهجوم على رفح الفلسطينية قد يضاعف غضب واشنطن

  • مشاركة :
post-title
اعترف نتنياهو أن هدفه المتمثل في "القضاء على حركة حماس" بعيد المنال

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

تحت عنوان "مقامرة نتنياهو الكبرى"، أشارت مجلة "نيوزويك" الأمريكية إلى تصاعد الخلاف الدبلوماسي بين إسرائيل والولايات المتحدة، بشأن خطط جيش الاحتلال للتقدم إلى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، والتي أصبحت بعد أربعة أشهر من العدوان "الملاذ الأخير" لحوالي مليوني نازح فلسطيني.

ورغم اعترافه بأن هدفه المعلن المتمثل في "القضاء على حركة حماس" لا يزال يبدو بعيد المنال، ادعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، نهاية الأسبوع الماضي، أن العدوان على غزة "جعل النصر في متناول اليد".

"سنفعل ذلك"، قالها نتنياهو مؤكدًا عزمه توسيع العدوان، زاعمًا أن قواته "ستسيطر على ما تبقى من كتائب حماس في رفح الفلسطينية، وهي المعقل الأخير".

وأثارت التهديدات احتجاجات من البيت الأبيض، حيث حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن من أنه "لا ينبغي شن هجوم على رفح الفلسطينية دون خطة موثوقة وقابلة للتنفيذ، لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص لجأوا هناك".

تحدي واشنطن

قالت "نيوزويك" إن عمليات التوغل التي قام بها جيش الاحتلال الإسرائيلي في السابق أو الجارية داخل مدينة غزة وخان يونس "كانت بطيئة ودموية". وقد يكون الأمر مماثلاً في رفح الفلسطينية، مع ما يصاحب ذلك من تعقيد إضافي يتمثل في أن ملايين الفلسطينيين ليس لديهم مكان يفرون إليه.

وأشارت المجلة إلى أن نتنياهو، الذي لم يكن أبدًا صديقًا قويًا لبايدن على مدى علاقة امتدت لعقود من الزمن، قد أظهر مرارًا وتكرارًا، استعداده لتحدي المانح الرئيسي لإسرائيل.

ونقلت عن الدكتورة أدريا لورانس أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جونز هوبكنز، قولها: "لقد أثبت نتنياهو والحكومة الإسرائيلية أنهم سيتخذون أي إجراءات يعتقدون أنها ستخدم أمن إسرائيل، بغض النظر عما يدعو إليه حلفاؤهم أو شركاؤهم الإقليميون".

وأضافت: "ببساطة، الولايات المتحدة لا تملك القدرة على ردع الحكومة الإسرائيلية".

وكان جون كيربي، مستشار اتصالات مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، أكد هذا الأسبوع أن على إسرائيل التزامًا بالتأكد من قدرتها على حماية الفلسطينيين في رفح الفلسطينية.

وقال: الرئيس بايدن واثق من أن نظراءنا الإسرائيليين يفهمون مخاوفنا. لقد عبرنا عنها سرًا، وعبرنا عنها علنا".

وعلى أية حال، أضاف كيربي: "سنواصل دعم إسرائيل. لديهم الحق والمسؤولية في ملاحقة حماس، وسوف نتأكد من أنهم يستطيعون الاستمرار في القيام بذلك".

الملاذ المنكوب

قبل الحرب، كان عدد سكان رفح الفلسطينية 300 ألف نسمة فقط. الآن، من شأن الهجوم على المدينة الحدودية الجنوبية أن يعرض للخطر 1.5 مليون مدني فلسطيني تدفقوا عليها هربًا من القصف الإسرائيلي في أماكن أخرى من القطاع.

ويحتمي 65% من سكان قطاع غزة الأحياء في المدينة، التي صنفتها الحكومة الإسرائيلية "منطقة آمنة" على الرغم من الغارات الجوية المتكررة.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، تفتقر حوالي 80 ألف أسرة -400 ألف شخص- إلى المأوى المناسب. وبالتالي، لا توجد حماية من القصف الإسرائيلي.

وعلى مدار أيام العدوان، قصفت الغارات الجوية الإسرائيلية مدينة رفح الفلسطينية بشكل متكرر، على الرغم من أن المدينة الصغيرة ظلت -حتى الآن- بمنأى عن الدمار الذي لحق بأماكن أخرى.

وأكدت سارة باركنسون، وهي أيضًا أستاذة في جامعة جونز هوبكنز، لمجلة "نيوزويك" إن البنية التحتية للمدينة تنهار تحت وطأة الحرب.

وقالت: "العديد من سكان غزة في رفح الفلسطينية يتضورون جوعًا بشكل أساسي. ويلجأ الناس إلى تناول العشب أو علف الحيوانات. يكاد يكون من المستحيل العثور على مياه الشرب النظيفة. تعيش عشرات الآلاف من العائلات في الخيام".

وأضافت باركنسون أن العمليات البرية للجيش الإسرائيلي، والقصف المصاحب لها، سيجعل البحث عن الغذاء والماء الشحيحين، أو محاولة الوصول إلى الرعاية الطبية في المستشفيات القليلة المتبقية التي تعمل جزئيًا، أمرًا خطيرًا.

وأكدت: "لا توجد وسيلة لضمان سلامة المدنيين في ظل هذه الظروف. لم يكن هناك مكان آمن في غزة منذ أشهر."