بسبب الوضع المأساوي الذي يعيشه غالبية السكان في قطاع غزة، والكارثة التي تنتظر اللاجئين والأهالي، خاصة في مدينة رفح الفلسطينية التي أصبحت الملاذ الأخير، مع مخطط الاحتلال الإسرائيلي بالاقتحام البري، باتت التحركات تتزايد من داخل أوروبا نفسها، من أجل الضغط على المؤسسات الأوروبية، بإعلان مواقف واضحة وصريحة لمنع العدوان الإسرائيلي المنتظر.
ودخل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة شهره الخامس، مُخلفًا دمارًا هائلًا في الأرواح والبنية التحتية للقطاع، إذ دمّر أكثر من 60% من المباني في شمال غزة وجنوبها، واستشهد ما يقرب من 30 ألفًا، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأُصيب 68 ألفًا، وفقًا لتقديرات الصحة الفلسطينية في القطاع، كما نزح بسبب الصراع 80% من السكان البالغ عددهم مليونان ونصف المليون فلسطيني في مخيمات وملاجئ، على 20% فقط من الأرض، في مدينة رفح الفلسطينية، التي تهدد السلطات الإسرائيلية باقتحامها منذ أيام.
الوضع المتدهور
في خطوة، وصفتها صحيفة "الجارديان" البريطانية بغير العادية، اتحد رئيسا الوزراء الأيرلندي والأسباني، وقررا اتخاذ موقف مناهض للتصرفات الإسرائيلية في القطاع، حيث كتبا رسالة ناشدا فيها رؤساء الاتحاد الأوروبي، اتخاذ إجراءات بشأن الوضع "المتدهور" في غزة، وتأثير الصراع المستمر على الفلسطينيين الأبرياء، وخاصة الأطفال والنساء.
واتهمت منظمة الصحة العالمية، إسرائيل بعرقلة مهام توصيل المساعدات في غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال وافق فقط على أقل من نصف المهمات التي تحتاجها لتوصيل المساعدات إلى المستشفيات، التي حذرت من أنها أصبحت مكتظة بالكامل وتعاني نقص الإمدادات، خاصة مجمع ناصر الطبي، الذي يعد العمود الفقري في القطاع للنظام الصحي بأكمله، مطالبين بالسماح بوصول المساعدات.
تهديد خطير
ومن خلال رسالتهم، المكتوبة في 3 صفحات إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، وصف الوزيران العملية العسكرية الإسرائيلية الموسعة في منطقة رفح الفلسطينية بأنها تشكل تهديدًا خطيرًا ووشيكًا يجب على المجتمع الدولي مواجهته بشكل عاجل، مطالبين بسلسلة من الإجراءات التي يريدون تحقيقها بما في ذلك وقف فوري لإطلاق النار والوصول إلى المساعدات الإنسانية، بحسب "الجارديان" البريطانية.
ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ريك بيبر كورن، حذّر أيضًا من أن الأنشطة العسكرية في المناطق المكتظة بالسكان ستكون بالطبع كارثة لا يمكن تصورها، مضيفًا أن ذلك سيؤدي إلى توسيع نطاق الكارثة الإنسانية إلى ما هو أبعد من الخيال، في المكان الذي يعد الملاذ الأخير.
تقييم فوري
وطلب الوزراء من المفوضية إجراء تقييم فوري لما إذا كانت إسرائيل تمتثل لالتزاماتها، بموجب اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تجعل احترام حقوق الإنسان والمبادئ الديمقراطية عنصرًا أساسيًا في العلاقة؛ وإذا رأت أنه ينتهك، فإنها تقترح التدابير المناسبة على المجلس للنظر فيها.
وجاء ذلك من وجهة نظر الوزراء، على خلفية خطر وقوع كارثة إنسانية أكبر، بسبب التهديد الوشيك بالعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية، مشيرين إلى أنه بالنظر إلى ما حدث، ولا يزال يحدث في غزة منذ أكتوبر 2023، هناك قلق واسع النطاق بشأن إمكانية حدوث انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي الإنساني، والقانون الدولي لحقوق الإنسان.