تسببت صور مسربة، لمروحيات "تايبان" التابعة للجيش الأسترالي، التي تم تفكيكها، في انتظار الدفن، في عودة الإحباط من جديد، بعد قرار أستراليا دفن الطائرات تحت الأرض بدلًا من التبرع بها لأوكرانيا، وتحول الأمر إلى جدل كبير، بين خبراء أكدوا سهولة استعادة الطائرة إلى حالة الطيران مرة أخرى، وآخرون يحذرون من كونها "كأس مسمومة" لا يمكن تسليمها لكييف.
وأدرجت طائرات الهليكوبتر "MRH90"، ضمن أسوأ عمليات الاستحواذ العسكرية أداءً، كما تعرضت الطائرة للعديد من التحديات، وتم إجراء جلسة استماع في مجلس النواب الأسترالي بسببها، حيث كشف الخبراء عن العديد من العيوب التي باتت تصاحبها، وفي ديسمبر 2021 أعلنت الحكومة تخليها الكامل عن الأسطول، وبعد عدة أسابيع، تواصلت أوكرانيا رسميًا مع أستراليا للحصول على هياكل الطائرات الـ45 المهجورة لاستخدامها في مجهوداتها الحربية ضد روسيا، لكن الحكومة الفيدرالية رفضت الفكرة، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية.
إعادة تجميع
أول من أثير غضبهم، بحسب الشبكة الأمريكية، هم قدامى المحاربين والمهندسين في الجيش، الذين عملوا سابقًا في الأسطول الأسترالي من مروحيات تايبان، الذين تطوعوا لإعادة تجميع أي طائرة متبقية لا تزال تحتوي على الأجزاء اللازمة للعودة إلى الجو، حتى يمكن إرسالها إلى أوكرانيا بدلًا من دفنها في عملية تخلص باهظة الثمن، إلا أن الحكومة رفضت ذلك المقترح.
في المقابل أعلن الجيش تفكيك الأسطول بشكل جيد ولا توجد طائرات في حالة طيران، مشيرين إلى أن طريقة التخلص من أجزاء الطائرة، بما في ذلك أجزاء هيكل الطائرة، تخضع لعملية شراء مستمرة، كما سيتم التخلص من هذه الأجزاء، التي تشمل مجموعة معقدة من المواد، بطريقة واعية بيئيًا، ولم يتم الانتهاء من هذه العملية بعد.
كأس مسمومة
رابطة طيران الجيش الأسترالي، ردت على الاقتراحات بضرورة إعادة تجميع التايبان وإرسالها إلى أوروبا لمساندة المجهود الحربي، مشيرين إلى أن أستراليا ستقدم كأسا مسمومة إلى حكومة كييف، لافتين إلى أنه إذا لم تكن الحكومة قادرة على الحفاظ عليها في حالة طيران، حتى في أدنى مستوياتها، فالبتأكيد ليس هناك أي فرصة لإعادتها للطيران، في بلد يشهد حربًا شرسة، مع موارد محدودة.
وكشفت الرابطة أن الجنود والبحارة الأستراليون عملوا بجد لإنجاح الأسطول، لكن ذلك لم يكن كافيًا، مشيرين إلى أنهم ليسوا الدولة الوحيدة التي تقوم بإخراج التايبان من الخدمة، بل دول أخرى بما في ذلك بلجيكا والسويد والنرويج واليونان، ومن بين الـ14 دولة التي تمتلكها، هناك 4 دول سحبت كامل أسطولها من هذا الطراز، بينما سحبت دولة أخرى نصفها، لافتين إلى أن أي دولة في حالة حرب تحتاج إلى معدات موثوقة ومضمونة للعمل وتكون جاهزة للمعركة.
بلاك هوك
ويخطط الجيش الاسترالي، بحسب الشبكة الأسترالية، لإنفاق مليارات الدولارات لاستبدال مروحيات تايبان المتقاعدة، بأخرى من طراز بلاك هوك الأمريكية الصنع، حيث من المتوقع استلام 9 طائرات من هذا النوع نهاية العام، ومن المتوقع أن يصل جميع الأسطول الجديد البالغ عدده 40 طائرة بحلول نهاية العقد، بجانب استئجار 5 طائرات إيرباص لتعزيز متطلبات التدريب والنقل الخفيف.