لم تكن الأحداث العنيفة التي اجتاحت الداخل الإسرائيلي، والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين في الأسابيع الأخيرة من العدم، بل وليدة عقود خلت من الانتهاكات والاعتداءات، وبينما حاول أسلاف "الصهيونية الدينية" تطوير شخصية اليهودي القديم من مجرد شخص منفي يعتمد على قوت الأمم، إلى شخص جديد ومستقل، وقع في حب قوته وأصبح "سفاحًا وبلطجيًا" لا يفرق بين ضحاياه من اليهود أو غيرهم، هكذا فسر المؤرخ الإسرائيلي ناثانيال فولوخ، سبب العنف المتأصل في الثقافة الإسرائيلية.
دور الضحية
قال فولوخ في تقريره الذي نُشر بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، أمس الجمعة: "إن المعاناة التي تعرض لها اليهود في الشتات خلقت بداخلهم شعورًا بأن العالم بأكمله يقف ضدهم، رغم أن تل أبيب أصبحت قوية عسكريًا واقتصاديًا، إلا أن خلع رداء الضحية الذي ترتديه الشخصية اليهودية منذ زمن، ليس بالأمر السهل"، مشيرًا إلى أن المجتمع اليهودي يعتبر نفسه ضحية حتى اليوم، والعالم مجبر على تحمل أفعاله دون إلقاء اللوم عليه.
قيم إنسانية
ويسلط الكاتب الضوء على سلوك المجتمع الإسرائيلي اليوم، واصفًا إياه بأنه "وقح"، مؤكدًا أن الحال الذي تستاء منه تل أبيب ما هو إلا نتيجة فعلهم، وأن المجتمع الإسرائيلي بأكمله له دور في هذا العنف الذي لا مفر منه، مضيفًا أن جميعهم يفتقرون إلى الأدب.
ويرى الكاتب أن الحل الوحيد للتخلص من العنف يُكمن في تغيير الثقافة الإسرائيلية وتبني أسلوب جديد قائم على القيم الإنسانية غير اليهودية، باعتبار أن ما يُسمى بـ"القيم اليهودية" التي ركز عليها التعليم في إسرائيل منذ زمن، هي السبب وراء هذا العنف، فهذه القيم أقنعت الشخصية اليهودية بأنها أفضل من غيرها.