تأمل تل أبيب أن تنجح في تشكيل حكومة مستقرة بعد 4 سنوات من عدم الاستقرار السياسي، وسط مخاوف من اندلاع حرب أهلية قد تنجم عن تولي أشخاص متشددين مناصب حساسة في حكومة نتنياهو، زعيم حزب "الليكود" الذي يقف على مشارف العودة إلى رئاسة وزراء إسرائيل مجددًا .
وذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، أن مطالب قادة اليمين وعلى رأسهم بن جفير، تثير قلق خبراء الأمن في إسرائيل، من بينهم، دان حالتوس، رئيس الأركان السابق الذي حذر من سياسة بن جفير، عضو الكنيست المتطرف، والتي من شأنها أن تُشعل النار في إسرائيل، بعد فوزه المتوقع في انتخابات الكنيست الخامسة والعشرين.
حرب أهلية
وفي هذا الإطار، قال حالتوس: "إذا حاول بن جفير تنفيذ أي من أفكاره الخطيرة، فحتمًا ستكون هناك حربًا أهلية بين الأشقاء"، مشيرًا إلى أن هذا الرجل لديه سجل جنائي حافل بالجرائم، وتم استبعاده من الخدمة العسكري، مضيفًا: " لا أعلم كيف يُسمح له بحمل سلاح شخصي".
وكان يوفال ديسكين، رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الأسبق "الشاباك"، قد أعرب عن قلقة من انزلاق إسرائيل إلى سلسلة من الصراعات الداخلية التي قد تؤدي إلى تفكك داخلي وربما حرب أهلية، واصفًا حكومة الاحتلال بأنها "عمياء" وتنشغل بذاتها، أما الشعب منقسم ولا يبالي بالتهديد الوجودي الذي يحدق به، وفقًا لتقرير نشره في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
حياة بائسة
وأوضح ديسكين أن الشعب الإسرائيلي اعتاد على الحياة البائسة وأصبح كـ"الضفدع المغلي" في إشارة منه إلى قصة شائعة تقول بأن الضفدع سوف يقفز فوراً عندما يوضع في ماء حار، بينما إذا تم وضعه في ماء معتدل الحرارة وتم تسخينه ببطء فإن الضفدع لن يقفز وسيبقى في الماء حتى بعدما يصير حاراً جداً، لأنه لن يشعر بالخطر التدريجي الحاصل وبذلك يموت عندما تبلغ درجة حرارة الماء قدراً مميتاً.
وقال رئيس "الشاباك" السابق: "أشعر بالقلق الآن أكثر من أي وقت مضى، بعد اختفاء الأيديولوجية بالكامل من السياسة الإسرائيلية، وحلت محلها الكراهية التي تغذيها المصالح الخاصة"، لافتًا إلى تفكك المجتمع الإسرائيلي إلى فصائل يتم تحديد هويتها على أساس كراهيتها للفصائل الأخرى، والإعلام يعزز هذه الكراهية ويضخم صداها في وسائل التواصل الاجتماعي.
هجرة عكسية
وأضاف ديسكين: "يبدو أن الأجيال الموجودة حاليًا والتي ستنخفض نسبتها في العقود المقبلة، وأصبح الالتحاق بالجيش عبئًا شديدًا بالنسبة لها، ومن المتوقع أن تزداد حالات الهجرة إلى خارج إسرائيل، فنحو مليون إسرائيلي يحملون جنسيات إضافية، خاصة في أوروبا أو الولايات المتحدة"، مضيفًا أن تراكم المشكلات الاستراتيجية الخارجية والداخلية يضع إسرائيل في مواجهة تهديد وجودي.
قوة عسكرية ومرونة اجتماعية
وتابع المسؤول الإسرائيلي: "بأن الاستخدام المفرط للقوة العسكرية هو خطأ فادح وخطير، لا بد من تأسيس جيش قوي يحمي إسرائيل، لكن حان الوقت لإدراك أن القوة الحقيقية لأي بلد مبنية على مزيج من القوة العسكرية الرادعة، والمرونة الاجتماعية الوطنية، والقدرة الاقتصادية، والقيادة العلمية، والشرعية السياسية، إذا لم نعززهم جميعًا في نفس الوقت، فلن يكون لقوتنا العسكرية أي معنى بل ستغرقنا جميعًا".
الانفلات الأمني في مناطق السُلطة
واتهم ديسكين السلطة الفلسطينية بأنها لم تعد قادرة على فرض النظام والأمن في المناطق التابعة لها، ويشكل عبئًا كبيرًا على عاتق قوات الاحتلال التي تضطر للتعامل مع الفلسطينيين بالقوة، وبهذا تتضاعف حدة الاحتكاك الناتج عنها عدد كبير من الضحايا، مما يدفع الفلسطينيين لارتكاب أعمال عنف.