في الوقت الذي أشار فيه تقرير البيانات السنوي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "CDA"، حول الأمراض المنقولة جنسيًا، إلى أن الولايات المتحدة "تتعامل مع وباء خارج عن السيطرة"، وهو مرض "الزهري"، تشهد فرنسا الخطر ذاته، حيث سجلت ارتفاعًا حادًا في معدلات الإصابة بالمرض نفسه.
ويشير تقرير لـ "فرانس 24" بعنوان "ناقوس الخطر"، إلى أن المرض الذي احتل لفترة طويلة المرتبة الثانية في سياسة الصحة العامة الفرنسية. ارتفع عدد حالاته بنسبة 110% بين عامي 2020 و2022.
الزهري والكلاميديا
وفقًا لتقرير صادر عن هيئة الصحة الفرنسية "سانتي بابليك" في ديسمبر الماضي، ارتفعت معدلات الإصابة بالعدوى البكتيرية المنقولة جنسيًا، وعلى وجه التحديد "الكلاميديا والسيلان والزهري"، بشكل حاد في البر الرئيسي لفرنسا بين عامي 2020 و2022.
وعلى الرغم من أن "الكلاميديا" لا تزال العدوى المنقولة جنسيًا الأكثر تكرارًا من حيث القيمة المطلقة، بزيادة 16% عن عام 2020 مع 102 حالة لكل 100 ألف نسمة، فإن الخبراء يشعرون بالقلق إزاء الارتفاع الحاد في حالات العدوى بمرض الزهري.
وقفز عدد حالات "الكلاميديا" بنسبة 91% ووصل إلى 44 حالة لكل 100 ألف نسمة خلال العامين الماضيين.
في حين ارتفعت الإصابة بمرض "الزهري" بنسبة 110%، ليصل إلى 21 حالة لكل 100 ألف نسمة.
إلا أن مرض الزهري، إذا ترك دون علاج، يعد مرضًا خطيرًا للغاية. ويمكن أن يؤدي إلى تلف القلب والدماغ والبصر، ويمكن أن يصل إلى حد التسبب في الصمم والشلل.
كما يمكن أن تؤدي العدوى أثناء الحمل إلى الإجهاض أو ولادة جنين ميت.
وقد يعاني الأطفال الذين يبقون على قيد الحياة حتى الولادة من مشاكل في الرؤية أو السمع وتأخر في النمو.
مكافحة الزهري
ظهر مرض الزهري لأول مرة في العصور الوسطى، وتم القضاء عليه تقريبًا في النصف الثاني من القرن العشرين، لكنه عاد إلى الظهور في السنوات الأخيرة في معظم الدول الغربية، وخاصة في الولايات المتحدة.
ووفقًا للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، وصل مرض الزهري الآن إلى أعلى معدل إصابة به منذ الخمسينيات، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لها في يناير.
ومع تشخيص أكثر من 207 آلاف حالة في عام 2022، وهو العام الأخير الذي تتوفر عنه بيانات، يبلغ معدل الإصابة في الولايات المتحدة الآن 17 حالة لكل 100 ألف نسمة، بزيادة قدرها 80% منذ عام 2018.
وفقًا لتقرير ديسمبر الصادر عن هيئة الصحة العامة في فرنسا، فإن الرجال الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض "السيلان" أو "الزهري"، الذين يمثلون ما يقرب من 80% من الحالات، لديهم شركاء متعددين وتاريخ من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
وبشكل أعم، فإن الرجال هم الأكثر تأثرًا، حيث يمثلون أكثر من 90% من حالات مرض الزهري. ويكون الرجال الذين تبلغ أعمارهم 50 عامًا أو أكثر هم الأكثر تأثرًا.
ومن ناحية أخرى، تؤثر "الكلاميديا" على النساء بشكل أكبر، وخاصة الشابات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و25 عامًا.