أشار تقرير البيانات السنوي للمراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "CDA"، حول الأمراض المنقولة جنسيًا، إلى أن الولايات المتحدة "تتعامل مع وباء خارج عن السيطرة"، وهو مرض "الزهري" الذي تشهد البلاد ارتفاعًا في نسب الإصابة به.
ويعترف مسؤولو الصحة الأمريكيون بأن "الكلاميديا/ المتدثرة" هو العدوى المنقولة جنسيًا الأكثر شيوعًا في البلاد، عام 2022، وأنها ظلت في الصدارة لسنوات حتى الآن.
ووفقًا لتقرير نقلته مجلة "Science Alert"، فقد "تم الإبلاغ عن أكثر من 2.5 مليون حالة من حالات الكلاميديا والسيلان والزهري بالولايات المتحدة الأمريكية".
لكن يُثير مرض "الزهري" مخاوف كبرى لدى مسؤولي الصحة بالولايات المتحدة، بعد الارتفاع الأخير في معدلات الإصابة به أكثر من غيره من الأمراض.
خطر بالغ
وأكدت الأبحاث الطبية أن مرض "الزهري"، أحد أشرس الأمراض المنقولة جنسيًا، لا يكتفي بإصابة البالغين فحسب، بل يمتد إلى الرضع، الذين قد ينتقل إليهم المرض من خلال الأم عبر الحبل السري في أثناء الحمل أو الولادة، وهو ما يعرف باسم "الزهري الخلقي".
ويتسبب مرض "الزهري" عند الأطفال في بعض الأحيان في تأخر النمو، أو الإصابة بنوبات مرضية، أو حتى الوفاة.
وفي عام 2000، وصل عدد حالات الزهري الأولية والثانوية المُبلغ عنها في الولايات المتحدة إلى 5979 حالة، وهو أدنى رقم منذ بدء تسجيل الحالات في عام 1941.
ومع ذلك، فقد ازداد العدد كل عام تقريبًا منذ ذلك الحين، إذ تم الإبلاغ عن 35063 حالة من حالات الزهري الأولي والثانوي في 2018.
ووفقًا للإحصائيات، فإن المراحل المبكرة لمرض الزهري تتزايد بنسبة 10% تقريبًا سنويًا، وسجل أكثر من 3700 حالة في عام 2022.
وأشارت لورا باخمان، مديرة مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، إلى أنه "من المأساوي أن هذه العدوى أدت إلى 282 حالة ولادة جنين ميت ووفيات الرضع في 2022".
وعند البالغين، ينتشر المرض بعدة طرق خلال الاتصال الجنسي، ويتطور على مراحل.
وتتضمن المرحلة الأولى، عادة، تقرحات حول الفم أو الأعضاء التناسلية، بينما يمكن أن تؤدي المرحلة الثانوية إلى طفح جلدي على الجسم، وتكون له أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، بما في ذلك الحمى والصداع والتهاب الحلق والتعب.