يبدو أن وباء التهاب القصيبات الذي ضرب بعض المدن الفرنسية، منذ بداية شهر أكتوبر، اجتاز للتو مرحلة جديدة بعد أن أشارت هيئة الصحة العامة الفرنسية، إلى أن "كل المدن تقريبًا أصبحت الآن في حالة وباء".
يؤدي وباء التهاب القصيبات شديد العدوى إلى إصابة الأطفال بالسعال وصعوبة التنفس، لكنه في معظم الأحيان يكون حميدًا، إلا أنه في بعض الحالات قد يتطلب الأمر زيارة غرفة الطوارئ، أو حتى دخول المستشفى.
الأطباء يعانون
هذا العام، بدأ الوباء بصورة قوية، حيث يخضع العاملون في المجال الطبي للضغط بالفعل، بحسب ما أشار الدكتور جيريمي بريسارد لقناة TF1 الفرنسية.
وأضاف الطييب الفرنسي: "نحن مشغولون للغاية، ويمكننا رؤية أوقات مواعيدنا تطول، أعتقد أنه مرتبط بزيادة الطلب على خدمات الرعاية المركزة، وهو أعلى مما يمكن للقطاع الطبي تقديمة في القوت الحالي".
المستهدف.. الأطفال
والأسوأ من ذلك أن هذا الارتفاع يتسارع وفقًا للصحة العامة الفرنسية، التي تشير إلى "زيادة حادة في دخول الطوارئ والاستشفاء" للأطفال دون سن الثانية.
وتشير الإحصائية الصادرة عن هيئة الصحة العامة الفرنسية، أن 4311 طفلًا دون سن الثانية دخلوا غرفة الطوارئ، بسبب مرض التهاب القصيبات في الأسبوع من 17 إلى 23 أكتوبر، وهي قفزة تقارب النصف مقارنة بالأسبوع السابق، وتم نقل أكثر من 1400 إلى المستشفى في النهاية، وذروة الوباء ليست متوقعة لمدة أسبوعين إلى ثلاثة.
امتلاء المستشفيات
أدى امتلاء خدمات الإنعاش للأطفال في المستشفيات، بمنطقة إيل دو فرانس، في الوقت الذي انتشر فيه وباء التهاب القصيبات منذ بداية أكتوبر، إلى إجبار المستشفيات على نقل 28 طفلًا إلى خدمات الإنعاش في مناطق أخرى، بحسب ما أشارت الوكالة الإقليمية للصحة في إيل دو فرانس.
وأكدت الوكالة الصحية أن المنطقة في المرحلة الوبائية لالتهاب القصيبات منذ 3 أكتوبر، مشيرة إلى أن هناك زيادة ملحوظة في دخول غرف الطوارئ للأطفال لثلاثة أسابيع.
وتشير التقارير الصحية إلى أنه في الوقت الحالي هناك 27.5 في المئة من الزيارات إلى غرفة الطوارئ الخاصة بالتهاب القصيبات للأطفال دون سن الثانية يتبعها دخول غرف العناية المركزة.
القطاع الطبي يستغيث بماكرون
ومما يزيد الأزمة هو وجود صعوبات في تعيين مقدمي الرعاية الصحية في المستشفيات، ولا سيما الممرضات في أقسام طب الأطفال.
في كل شتاء، تواجه مرافق طب الأطفال في فرنسا ضغوطًا بسبب أوبئة الشتاء، لا سيما التهاب القصيبات إلا أن هذا العام، يتزامن الوباء مع سياق صعب ناجم عن التوترات في الموارد البشرية بمجال الصحي، فيما أشارت هيئة الصحة العامة الفرنسية إلى أن قلة عدد الأسرة في المستشفيات أقل مما كان عليه في نفس الوقت من العام الماضي، مما دفع مجموعة من 7000 من مقدمي الرعاية الطبية للأطفال في فرنسا، إلى تقديم خطابٍ مفتوحٍ إلى إيمانويل ماكرون، للتنديد بظروف العمل والرعاية غير المناسبة، نتيجة "التقاعس السياسي غير المسؤول".
وفي المقابل، أعلن فرانسوا براون، وزير الصحة الفرنسي، وضع "خطة عمل فورية" والإفراج عن 150 مليون يورو مقابل "الخدمات في إطار المستشفى"، ووعد بزيادة العناية بقطاع طب الأطفال".