لا تزال المقابلة الأخيرة التي أجراها الصحفي التلفزيوني الأمريكي، تاكر كارلسون، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تثير حالة من الجدل في الأوساط السياسية العالمية خاصة الأوروبية منها والأمريكية.
في تحديث لحالة الجدل هذه دخل رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك على خط الإثارة التي أحدثتها المقابلة، حيث عبر عن غضبه من معلومات تفيد بأن "فيسبوك" قيدت نشر مقابلة بوتين وكارلسون بناءً على "أوامر" الرئيس الأمريكي جو بايدن.
رقابة مجنونة
وكتب الملياردير الأمريكي إيلون ماسك على منصة "X" التي يملكها: "إنه مستوى مجنون من الرقابة"، وذلك ردًا على تسجيل للصحفي الماليزي إيان مايلز تشيونج، الذي طالب البيت الأبيض "بتقييد نشر المقابلة بشكل كبير" على منصة فيسبوك.
وكالة "تاس" الحكومية الرئيسية في روسيا، ذكرت أن رجل الأعمال الأمريكي إيلون ماسك، يعتقد أن فيسبوك المحظور في روسيا بسبب ملكيته لشركة "ميتا"، التي تم تصميمها على أنها متطرفة، يتشدد في الرقابة بعد تقييد فيديو مقابلة بوتين مع كارلسون من الظهور على منصته.
ونشر الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مقابلة الروسي فلاديمير بوتين في صفحته الرسمية على شبكة الإنترنت، ثم بصفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "X" ليلة 9 فبراير، كما ظهر تسجيل فيديو للمحادثة على موقع الكرملين على الإنترنت.
منع أمريكي
في الوقت نفسه، أفاد كارلسون أن ماسك وعد بعدم منع نشر مقابلة بوتين على منصة X، ونتيجة لذلك تجاوز عدد مشاهدات الفيديو على المنصة 195 مليون مشاهدة.
وقال "كارلسون" لمجلة Die Weltwoche السويسرية إنه حاول إجراء مقابلة مع الرئيس الروسي، لكن السلطات الأمريكية منعته من القيام بذلك، مشيرًا إلى أنه لم يؤيد أحد في وسائل الإعلام الأمريكية حقه كصحفي في تغطية رأي الزعيم الروسي بشأن الصراع مع أوكرانيا.
وقال أيضًا إن الإدارة الأمريكية قامت منذ عقود بمحاولات عدوانية للسيطرة على جميع وسائل الإعلام الأمريكية، ومعظم العاملين في مجال الإعلام يخشون قول أي شيء قد يكون غير سار لمن هم في السلطة.
تغريدات مُتطرفة
مجلة "ذا نيو ريببلك" الأمريكية، اعتبرت أن إيلون موسك أطلق العنان للعديد من التغريدات التي تعزز الشخصيات اليمينية المُتطرفة، وتؤيد استعارات ترى أن الهجرة تشكل غزوًا متعمدًا، حتى إنه أيد نسخة من «نظرية الإبادة الجماعية للبيض»، إلى جانب إثارته للمقابلة التي أجراها كارلسون مع بوتين، فإن كل ذلك يرقى إلى مستوى أيديولوجية حقيقية هي الاستبداد التكنولوجي الرجعي.
الكاتب الصحفي في المجلة جيل دوران، ذكر في مقالة بعنوان "الأثرياء التكنولوجيون يحلمون بسان فرانسيسكو اليمينية"، "أن الملياردير مالك موقع X-Twitter أطلق العنان لموجة من خطاب الكراهية والمعلومات المضللة، لقد أظهرت تقاريرنا أنه في عهده، ارتفع عدد التغريدات التي تحتوي على إهانات بنسبة تصل إلى 202 بالمائة؛ وأثبت أن محتوى وحسابات إنكار المناخ آخذة في الارتفاع."
بينما اعتبرت صحيفة "واشنطن تايمز" مقابلة كارلسون بأنه "أرسل موجات صادمة في عالم الصحافة هذا الأسبوع، عندما تم تصويره في موسكو أثناء عرض باليه في مسرح البولشوي، وقد ترددت شائعات عن وجوده هناك لإجراء مقابلة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي تبين أنها صحيحة".