أثارت مقابلة الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين جدلاً سياسيًا وإعلاميًا واسع النطاق، فمن جهة ترى أوروبا في المقابلة دعمًا للحرب الروسية في أوكرانيا، فيما يقول "كارلسون" إنها ضرورية لفهم أعمق للصراع.
وكتب الصحفي الأمريكي على منصة إنستجرام: "سيبث تاكر كارلسون المقابلة مع الرئيس فلاديمير بوتين، في الساعة 6:00 من مساء يوم غد (اليوم) 8 فبراير بالتوقيت الشرقي".
عقوبات أوروبية
وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية، نقلاً عن نائب سابق واثنين من أعضاء البرلمان الأوروبي الحاليين، إن الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون قد يُمنع من زيارة الاتحاد الأوروبي بعد إجراء مقابلة مع "بوتين".
وكان مذيع قناة "فوكس نيوز" السابق موجودًا في موسكو، وكشف يوم الأربعاء أنه أجرى مقابلة مع الزعيم الروسي، وقال إن المقابلة سيتم نشرها على موقع "إكس" مع ضمان مالك المنصة، إيلون ماسك، أنها لن تخضع للرقابة.
ودعا رئيس الوزراء البلجيكي السابق جي فيرهوفشتات، وهو الآن عضو في البرلمان الأوروبي، إلى حظر كارلسون من دخول الكتلة.
وقال "فيرهوفشتات"، لمجلة نيوزويك: "بما إن بوتين مجرم حرب، ويفرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على كل من يساعده في هذا الجهد، فمن المنطقي أن تقوم دائرة العمل الخارجي بفحص قضيته أيضًا".
يشتهر فيرهوفشتات بأنه شغل منصب كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي بشأن خروج بريطانيا من التكتل (بريكست)، وبدفاعه عن فكرة تحول الكتلة إلى "إمبراطورية"، ومع ذلك، فهو ليس الصوت الوحيد الذي يطالب بفرض حظر على كارلسون.
وقال عضو البرلمان الأوروبي الإسباني السابق لويس جاريكانو، لمجلة نيوزويك، إن الصحفي "لم يعد صحفيًا، بل أصبح داعية لأبشع نظام على الأراضي الأوروبية".
وقال عضو البرلمان الأوروبي الإستوني أورماس بايت، للصحيفة، واصفًا بشكل خاطئ ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس الروسي: "يريد كارلسون إعطاء منصة لشخص متهم بارتكاب جرائم إبادة جماعية، وهذا خطأ".
وأضاف: "لذا، بالنسبة لمثل هذه الدعاية لنظام إجرامي، يمكن أن ينتهي بك الأمر على قائمة العقوبات".
وأضاف وزير الخارجية الإستوني السابق: "يتعلق هذا في المقام الأول بحظر السفر إلى دول الاتحاد الأوروبي".
تأكيد الكرملين
ومن جهته، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، في مؤتمر صحفي، إن "بوتين" التقى بالفعل الصحفي الأمريكي، يوم الثلاثاء، لإجراء مقابلة.
ورفض بيسكوف تحديد الموعد المحدد الذي سيتمكن فيه الجمهور من مشاهدة المقابلة ولم يعلق على محتواها، مشيرًا إلى أن كارلسون، كونه أمريكيًا، لم يكن مؤيدًا لروسيا ولا مؤيدًا لأوكرانيا من حيث موقفه من الصراع الأوكراني، والذي من المتوقع أن يكون محور المقابلة.
وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن كارلسون من المرجح أن ينشر إنتاجه يوم الخميس، نقلاً عن "أشخاص مطلعين على الأمر".
لا نحب بوتين.. بل أمريكا
ونشر كارلسون، الذي أطلق حسابه الخاص على موقع إكس "تويتر" سابقا، مقطع فيديو قصيرًا من موسكو، يوضح المنطق وراء مقابلته المرتقبة مع الرئيس الروسي.
وقال كارلسون،: "لسنا هنا لأننا نحب فلاديمير بوتين، نحن هنا لأننا نحب الولايات المتحدة ونريدها أن تظل مزدهرة وحرة".
وقال كارلسون إن الأمريكيين يجهلون "التطورات التي غيّرت التاريخ" الناجمة عن الصراع في أوكرانيا، لأن وسائل الإعلام الناطقة باللغة الإنجليزية كذبت عليهم، عن طريق الخداع في الأغلب، مضيفًا: "ذلك خطأ، من حق الأمريكيين أن يعرفوا كل ما في وسعهم عن الحرب التي يتورطون فيها".
أرسلت الولايات المتحدة وحلفاؤها في الاتحاد الأوروبي أكثر من 200 مليار دولار من المساعدات العسكرية والمالية إلى كييف منذ تصاعد الصراع في عام 2022، بينما جادلوا بأنهم ليسوا متورطين بشكل مباشر.