بسبب التخلص من وسائل الحماية المجتمعية ومُكافحة العدوى، تُواجه المستشفيات الأسترالية معركة جديدة ضد فيروس كورونا ومتحوراته، وحتى وقتٍ قريبٍ كانت أدوات مثل أجهزة التنفس والتهوية الجيدة ووسائل الاختبار، هي الدعائم الأساسية لمُكافحة كوفيد، وهو ما جعل الأطباء وخبراء الصحة العامة يشعرون بالقلق من إصابة عدد كبير من المرضى بالفيروس، بينما يموت عدد آخر.
وخفف معظم المستشفيات الأسترالية، إجراءات مُكافحة العدوى، منذ أن أعلن كبير المسؤولين الطبيين في أستراليا أن كوفيد 19 لم يعد مرضًا معديًا ذا أهمية، وطورت إدارات الصحة أُطر عمل، كان على رأسها، أن فيروس كورونا لم يعد استثنائيًا ولا يحتاج إلى إدارته بتدابير خاصة، كما تم سحب التمويل الحكومي لتكاليف فيروس كورونا والعودة إلى السياسات والأساليب القديمة التي كانت موجودة.
أرقام مروعة
وكشفت البيانات التي نشرتها شبكة "إي بي سي نيوز" الأسترالية، عن الاشتباه في إصابة 5614 شخصًا بفيروس كورونا في المستشفيات العامة في مدينة فيكتوريا، بين عامي 2020 وأبريل 2023، مع وفاة أكثر من واحد من كل 10 نتيجة إصابتهم، وفي كوينزلاند، ثاني أكبر ولايات أستراليا، تُظهر البيانات أن 13 شخصًا أُصيبوا كل يوم خلال 18 شهرًا مع وفاة مريض واحد كل يومين.
يأتي ذلك وفقًا للشبكة، نتيجة لفشل المستشفيات، في معالجة انتقال العدوى عبر الهواء، بجانب الأسطورة السائدة بأن فيروس كورونا "مجرد نزلة برد"، إلا أن إدارات الصحة الأسترالية تصر على أنه لا يمكن القضاء على خطر الإصابة بفيروس كورونا بشكل كامل، وأن المستشفيات تحافظ على إجراءات صارمة لمنع العدوى وإدارة تفشي المرض.
الضعفاء والمسنون
كبار العاملين في مجال الرعاية الصحية، أكدوا أن الأشخاص الضعفاء، بما في ذلك مرضى زرع الأعضاء والأورام وغيرهم من الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، يصابون بفيروس كورونا، بسبب عدم اتخاذ الاحتياطات الأساسية، مشيرين إلى أن المشكلة الرئيسية هي أن المستشفيات تعالج في كثير من الأحيان فيروس كورونا على أنه "نزلة برد"، ونتيجة لذلك يموتون بلا داعٍ.
فجوة سياسية
خبراء مكافحة العدوى، أكدوا للشبكة أن أستراليا تُعاني من "فجوة سياسية" مع كوفيد، مشيرين إلى أنه من المفترض أن يكون الهدف الرئيسي للسياسة هو حماية الفئات الضعيفة طبيًا، ولا توجد مجموعة معرضة للخطر أكثر من الأشخاص في المستشفيات ورعاية المسنين، مشيرين إلى أن تقليل انتشار كورونا في المستشفيات ليس بالأمر الصعب، بحسب الشبكة الأسترالية.
وطالب الخبراء باتخاذ إجراءات للحد من ذلك الانتشار، أقلها إعطاء الأولوية للتهوية الجيدة وتنقية الهواء، وإجراء الاختبار الروتيني، وعزل المرضى المصابين بفيروس كورونا في غرف ذات سرير واحد، باستخدام أجهزة التنفس N95 التي تم اختبارها بشكلٍ مناسبٍ، لافتين إلى أن التغاضي المؤسسي والطبيعة المتساهلة مع المشكلة، يسبب الفوضى داخل المستشفيات.