أدت مجموعة "فاجنر" دورًا محوريًا في الحرب الروسية الأوكرانية، وكان أكبر انتصاراتها هو السيطرة على مدينة "باخموت"، بعد معركة شرسة مع قوات كييف في حرب شوارع استمرت لأشهر، وبرز قائد فاجنر الجديد "لوتوس" في أول ظهور علني له ليؤكد انضواء المجموعة تحت كنف الحرس الوطني الروسي.
وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية إن روسيا منحت المجموعة شبه العسكرية الضوء الأخضر لبناء قاعدتها مقابل ولائها التام للكرملين، في محاولة لإخضاع هذه القوة العسكرية القوية وإزالة أي خطر قد تشكله على النظام الروسي. وقد تستخدم روسيا عناصر فاجنر الخبيرة لتكوين وحدات جديدة تساهم في المعركة الأوكرانية.
ظهور جديد لـ"فاجنر"
ونقلت "نيوزويك" عن وزارة الدفاع البريطانية، أن قائد مجموعة فاجنر الجديد أنطون يليزاروف، الذي يُعرف باسم "لوتوس"، أصدر أول فيديو علني له منذ وفاة مؤسس المجموعة يفجيني بريجوجين.
وأوضح "يليزاروف"، في الفيديو، أن مقرًا جديدًا يجري بناؤه للمجموعة في معسكرات "القوزاق" بالقرب من روستوف جنوبي روسيا، بالتزامن مع ثكنات الفرقة الميكانيكية 150 الروسية، كما زعم أن القاعدة الجديدة ستضم فيلق المتطوعين التابع الحرس الوطني الروسي "روسجفارديا"، مؤكدًا ضمنًا تبعية مجموعة فاجنر له.
يعد أكبر انتصارات يليزاروف في ساحة المعركة في يناير 2023، عندما كان يقود مجموعة المرتزقة التي استولت على مدينة سوليدار الأوكرانية، وهي مدينة تقع بالقرب من باخموت.
فاجنر تحت لواء الجيش
وأشارت الصحيفة إلى أنه من المحتمل أن يستخدم الحرس الوطني الروسي عناصر مجموعة فاجنر ذوي الخبرة لتشكيل وحدة جديدة، سُتستخدم لتعزيز الجهد الحربي الروسي في أوكرانيا وتوسيع النفوذ الروسي في إفريقيا.
وقدمت الاستخبارات البريطانية تفسيرًا محتملًا لقرار روسيا بدمج المجموعة شبه العسكرية مع صفوفها العسكرية الرسمية، إذ ترى أن الدولة الروسية ربما سمحت ببناء القاعدة الجديدة لفاجنر، وربما ترى أيضًا أن إخضاع المجموعة العسكرية الحرس الوطني الروسي يزيل أي تهديد محتمل تشكله المجموعة لأمن النظام الروسي.
سيطرة فاجنر
برزت فاجنر كقوة عسكرية رئيسية لروسيا، بعد تحقيق نجاحات في أواخر عام 2022، وأصبحت أكبر قوة مسيطرة على مدينة باخموت، التي شهدت قتالًا شرسًا لعدة أشهر قبل أن يعلن الجيش الروسي في النهاية السيطرة على المدينة.
ومع ذلك، حافظ بريجوجين على علاقة مثيرة للجدل مع وزارة الدفاع في بلاده، والتي بلغت ذروتها في ادعائه أن القوات الروسية هاجمت رجاله في أوكرانيا، ما أدى إلى قيام بريجوجين بتمرد لفترة وجيزة ضد موسكو في يونيو 2023، على الرغم من قمع التمرد بسرعة، لقي بريجوجين مصرعه بعد شهرين في حادث تحطم طائرة.