تسعى الدول العربية والإسلامية، من أجل عودة الهدوء لقطاع غزة، والسعي لوقف دائم لإطلاق النار، وإدخال المساعدات العاجلة التي يحتاجها الشعب الفلسطيني النازح، ونجحت الجهود في إقامة هدنة لمدة أربعة أيام من قبل عن طريق المفاوضات، التي تجري الآن مرة أخرى بهدف وقف مماثل، بل ودائم للعدوان، وقدمت من أجل ذلك حركة حماس مقترحًا يتضمن عددًا من المراحل، التي تفضي في النهاية لإخلاء سبيل آخر رهينة إسرائيلي.
ودخل العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة شهره الخامس، مخلفًا دمارًا هائلاً في الأرواح والبنية التحتية للقطاع، حيث دمرت أكثر من 60% من المباني في شمال غزة وجنوبها، واستشهد أكثر من 27 ألف أكثرهم من النساء والأطفال وكبار السن، وأصيب 66 ألفًا، وفقًا لتقديرات الصحة في القطاع، كما نزح بسبب الصراع 80% من السكان البالغ عددهم 2 ونصف مليون فلسطيني في مخيمات وملاجئ، على 20 % فقط من الأرض.
فترة طويلة
وفي ردها على أكبر المساعي الدبلوماسية حتى الآن لوقف القتال لفترة طويلة من الزمن، اقترحت حماس مدة زمنية محددة لتتمكن من خلاله إطلاق سراح جميع الرهائن، في مقابل انسحاب إسرائيل الكامل من قطاع غزة، ووفقًا لـ "رويترز"، فإن حركة حماس تريد في مقابل ذلك ضمانات بعدم انهيار الاتفاق من جانب الاحتلال، وقيامه بمواصلة العدوان بمجرد إطلاق سراح الرهائن.
وحضر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في جولته الخامسة للشرق الأوسط بهدف مناقشة المقترحات، والتقى مع زعماء مصر وقطر وإسرائيل لمناقشة الاقتراح، حيث التقى نتنياهو الذي يواجه، ضغوطًا متنافسة من أعضاء اليمين المتطرف في حكومته الذين يهددون بالاستقالة إذا توقفت الحرب، ومن عائلات الرهائن الذين يطالبون بإنهاء الاتفاق بأي ثمن لإعادتهم إلى وطنهم، بحسب الوكالة.
عدة مراحل
وتبلغ مدة الهدنة، التي مازال الاحتلال الإسرائيلي يناقشها داخليًا، أربعة أشهر ونصف، ولم تطلب المقاومة الفلسطينية في اقتراحها، أي ضمانات بوقف دائم لإطلاق النار في البداية، ولكن الاتفاق على نهاية الحرب ووقف إطلاق النار بصفة مستمرة وليس مؤقتة، سيكون خلال فترة الهدنة، عن طريق المفاوضات بين الجانبين، وسوف تسحب إسرائيل قواتها من المناطق المأهولة بالسكان.
وقسمت الحركة، فترة الهدنة إلى عدة مراحل، ستكون الأولى مدتها 45 يومًا، مخصصة لإطلاق سراح جميع الرهائن الإسرائيليات، والذكور دون سن 19 عامًا والمسنين والمرضى، مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، كما ستتضمن محادثات غير مباشرة بين الجانبين حول المتطلبات اللازمة لإنهاء العمليات العسكرية المتبادلة والعودة للهدوء التام.
الانسحاب الكامل
وتشمل المرحلة الثانية، وفقًا لرويترز، والتي اشترطت الحركة لبدئها إنهاء المحادثات في المرحلة الأولى بصورة إيجابية، ثم سيتم خلال المرحلة الثانية، والتي تبلغ مدته 45 يومًا أخرى، بإطلاق سراح بقية الرهائن الذكور، في مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة بأكمله، على أن يتم خلال المرحلة الثالثة والأخيرة تبادل الجثث والرفات على مدار المدة المتبقية.
دولة فلسطينية
ووفقًا لـ"رويترز"، فقد جعلت واشنطن اتفاق الرهائن والهدنة، جزءًا من خطط لحل أوسع للصراع في الشرق الأوسط، يؤدي في نهاية المطاف إلى المصالحة بين إسرائيل والعرب وإقامة دولة فلسطينية، وهو الأمر الذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بالهام لاستقرار الشرق الأوسط، بينما يرفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بدعم من وزراء متطرفين في حكومته.