أسر السعي إلى إطالة عمر الإنسان الخيال لعدة قرون، وكثيرًا ما كان محاطًا بأساليب مشكوك فيها، ومع ذلك فإن العلم المعاصر، مدفوعًا بمزيج من العلماء الطموحين وبعض المليارديرات، يمضي قُدمًا في السعي وراء أساليب حقيقية لتعزيز طول العمر.
زيادة العمر
وبحسب مجلة إيكونومست البريطانية، رغم أن العيش حتى 100 عام أصبح أكثر شيوعًا، وبينما يشكل المعمرون نسبة ضئيلة من السكان في دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، تهدف الجهود الأخيرة إلى جعل الوصول إلى العمر الطويل بمثابة القاعدة بل وحتى تمديده إلى 120 عامًا.
القضاء على خلايا الشيخوخة
وتابعت المجلة إن الاحتمال المثير لا يتعلق فقط بإضافة سنوات إلى عمر الفرد، بل بضمان أن تكون هذه السنوات الإضافية صحية ونابضة بالحياة، ليس فقط مع علاج الأمراض المعدية، ولكن التحول إلى مكافحة عملية الشيخوخة نفسها، ومعالجة قضايا مثل أمراض الشيخوخة، إذ يستكشف العلماء طرقًا مختلفة، بدءًا من تقييد السعرات الحرارية إلى ابتكار بعض الأدوية التي تؤثر على المسارات البيولوجية المرتبطة بالشيخوخة، بالإضافة إلى ذلك، يتم القضاء على خلايا "الشيخوخة"، التي تسبب خللًا في الخلايا السليمة المجاورة، من خلال الأدوية.
تجديد الخلايا وعكس عملية الشيخوخة
وبعيدًا عن هذه التدخلات، يتعمق الباحثون في عالم "علم الوراثة اللاجينية"، بهدف تجديد الخلايا عن طريق تغيير العلامات الموجودة على "الكروموسومات"، ما قد يؤدي إلى عكس عملية الشيخوخة، وفي حين أن هذا الحد لم يتم اختباره على البشر، فإنه يبشر بالخير في إحداث تغيير جذري في الساعة البيولوجية.
تحديات متعددة
وهناك العديد من التحديات التي تلوح في الأفق، فالقدرة المحدودة للدماغ البشري لا تزال مصدر قلق، بالإضافة إلى ذلك، لم تخضع هذه الأساليب الرائدة بعد لاختبار رسمي على البشر بسبب عدم الاعتراف بالشيخوخة كحالة قابلة للعلاج من قبل وكالات الموافقة على الأدويةـ كما تعتبر التجارب التي تشمل آلاف المشاركين على مدى فترات طويلة ضرورية، مما يستلزم استثمارات كبيرة.
وأشارت المجلة إلى أن الآثار الاجتماعية المحتملة بطول العمر هائلة، ومن الممكن أن يؤدي تمديد العمر إلى عمل أطول، وتضييق فجوة التفاوت في مكان العمل، والتأثير على الديناميكيات السياسية، وربما تعزيز ممارسة أكثر توازنًا للسلطة، علاوة على ذلك، قد يؤدي طول العمر هذا إلى تحولات عائلية ومجتمعية، ما يشكل تحديًا للهياكل التقليدية ويحفز أشكالًا جديدة من التواصل.
وفي حين أن احتمال الحياة الممتدة يثير تساؤلات ومخاوف أخلاقية بشأن الوصول العادل، فإنه يفتح بلا شك سبلاً للتأمل المجتمعي، فإن الرغبة البشرية العميقة في التشبث بالحياة، جنبًا إلى جنب مع المساعي العلمية المتطورة، تبشر بعصر قد لا يكون فيه العيش لفترة أطول وأكثر صحة مجرد حلم بل حقيقة ملموسة، مما يعيد تشكيل نسيج الوجود الإنسان، بحسب إيكونومست .