الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

علاقات البلدين في مفترق طرق.. الصين تصدر حكما بالإعدام بحق كاتب أسترالي

  • مشاركة :
post-title
الكاتب الأسترالي وزوجته

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

حكمت الجهات القضائية الصينية المختصة بالإعدام مع وقف التنفيذ لمدة عامين على كاتب ورجل أعمال أسترالي محتجز في بكين منذ عام 2019، في ضربة قد تدفع إلى تدهور العلاقات بين بكين وكانبرا.

كانت الحكومة الأسترالية، أول من كشف عن العقوبة الشديدة لـ "يانج"، ثم أكدتها وزارة الخارجية الصينية في إحاطة يومية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الصينية.

وبموجب نظام العدالة الجنائية الصيني، يُمكن تخفيف حكم الإعدام الصادر بحق "يانج" إلى السجن مدى الحياة بعد عامين؛ بسبب حسن السلوك، وبحسب ما ورد تدهورت حالته الصحية في السجن.

وأكدت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصادرة من هونج كونج، أنه إذا تجنب الكاتب الأسترالي أي جرائم في العامين، يمكن تخفيف الحكم إلى السجن مدى الحياة. ووصفت بيني وونج، وزيرة الخارجية الأسترالية في بيان الحكم بأنه "مروع".

رد الصين

وقالت وزارة الخارجية الصينية إن المحكمة المعنية "ضمنت حقوقه بالكامل واحترمت ونفذت الحقوق القنصلية لأستراليا، بما في ذلك الحق في الزيارة وتلقي الإخطار"، حسبما نقلت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية.

وأكدت الخارجية الصينية أيضًا، أنها رتبت لممثلين أستراليين لمراقبة الحكم الذي يصدر.

من هو "وانج"؟

ولد السيد يانج، 58 عامًا، في الصين وحصل على الجنسية الأسترالية في عام 2000، وأكمل رسالة دكتوراه هناك ركزت على الإنترنت والديمقراطية في الصين. ووصف السيد يانج نفسه بأنه موظف سابق في وزارة الخارجية الصينية، وكتب أيضًا ثلاثية من الروايات عن جهاز التجسس الصيني. وكان قد انتقد حقوق الإنسان تحت الحكومة الصينية، لكنه أصبح أكثر حذرًا في تعليقاته العامة في السنوات التي سبقت احتجازه.

واختفى الكاتب الأسترالي في أوائل عام 2019، بعد وصوله إلى مدينة قوانجتشو الصينية الجنوبية قادمًا من نيويورك، حيث كان باحثًا زائرًا في جامعة كولومبيا، حسبما نقلت الصحيفة الأمريكية.

وظل محتجزًا لأكثر من عامين قبل أن يخضع لمحاكمة سرية في مايو 2021، وفقًا لبيان السيدة وونج. وتعرض الحكم النهائي والعقوبة لتأخيرات متكررة.

العلاقات على المحك

وكان احتجاز السيد "يانج" لفترة طويلة أحد مصادر التوتر بين أستراليا والصين.

وبحسب "نيويورك تايمز"، قد يؤثر الحكم الشديد الذي قضت به الصين على الكاتب الأسترالي مرة أخرى على العلاقات، التي كانت تتحسن بعد انتخاب حكومة جديدة من اليسار المعتدل في أستراليا عام 2022.

وقد زار رئيس الوزراء، أنتوني ألبانيزي، بكين في أواخر العام الماضي وضغط للإفراج عن الكاتب الأسترالي.

ومن جانبها، علقت وزيرة التجارة الأسترالية قائلة: "ستعبر الحكومة الأسترالية عن ردها بأقوى العبارات"، مضيفة أنه "لقد طالبنا باستمرار بمعايير أساسية للعدالة والإنصاف الإجرائي والمعاملة الإنسانية للدكتور يانج، وفقًا للمعايير الدولية والالتزامات القانونية للصين".

وقالت إنها أوعزت للمسؤولين باستدعاء شياو تشيان، سفير الصين لدى أستراليا.

ويأتي الحكم في وقت تظهر فيه علامات على ذوبان العلاقات الباردة بين أستراليا والصين: فقد قامت الدولتان لعدة أشهر بخطوات نحو التقارب، بدءًا من التغيير في الحكومة الأسترالية. وتلا ذلك اجتماعات بين وزراء خارجية البلدين، والإفراج في أكتوبر عن صحفي أسترالي محتجز وفي نوفمبر، أول زيارة لرئيس وزراء أسترالي إلى بكين منذ عام 2016.