الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بسبب "الحملات الإعلانية الخبيثة".. الأمريكيون "فريسة" لإدمان المواد الأفيونية

  • مشاركة :
post-title
الدواء الأمريكي الذي تسبب في إدمان المواد الأفيونية بالولايات المتحدة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

كشفت تسوية قضائية، أبرمتها شركة فرنسية عملاقة في مجال الإعلانات مع القضاء الأمريكي، عن حيل خبيثة اتبعها مصنعو الأدوية في الولايات المتحدة الأمريكية؛ من أجل القيام بحملات إعلانية ضخمة، تهدف لخداع الأمريكيين، بغرض تناول كميات كبيرة من المواد الأفيونية عن طريق الوصفات الطبية، وهو ما دفع الشركة الإعلانية لدفع مبالغ مالية ضخمة، ستستخدمها الحكومة في مجال التعافي من الإدمان.

أحدث تقرير لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كشف بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، عن أن الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة التي تشمل الكوكايين والمواد الأفيونية قد ارتفعت خلال العقد الماضي، وشهدت الفترة من عام 2011 إلى 2021 ارتفاع النسبة لأكثر من 7 أضعاف، حيث توفي 108 آلاف شخص؛ بسبب جرعات زائدة من المخدرات في الولايات المتحدة.

استراتيجيات خادعة

ولعبت شركة الإعلانات الفرنسية العملاقة "بابليك جروب"، والتي تُعد ثالث أكبر مجموعة إعلانات في العالم، دورًا أساسيًا في تطوير استراتيجيات التسويق "المفترسة والخادعة"، لشركة "بورديو فارم" للأدوية، والتي أدت، كما يتهمها المدعون العامون، إلى زيادة الوصفات الطبية ومبيعات "الأوكسيكونتين"، وجعلت أزمة المواد الأفيونية أكثر تدميرًا على المدمنين في الولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب الإحصائيات الفيدرالية، تعتبر ولاية أوريجون من ضمن الولايات المتأثرة بارتفاع الوفيات؛ بسبب المواد الأفيونية الاصطناعية، وخاصة الفنتانيل، بنسبة 533% بين عامي 2018 و2022، حيث أعلن مسؤولو الولاية حالة الطوارئ لمدة 90 يومًا لمعالجة الأزمة المتزايدة، والذي يُعد وفقًا لإدارة مكافحة المخدرات الأمريكية أقوى 50 مرة من الهيروين وحوالي 100 مرة من المورفين كمسكن للآلام.

إقناع الأطباء

وعلى مدى عقد من الزمن، كما نشرت الشبكة الأمريكية، فقد ساعدت الشركة مصنعي المواد الأفيونية، مثل "بوردو فارما"، في إقناع الأطباء بالإفراط في وصف المواد الأفيونية للمرضى؛ مما أدى بشكل مباشر إلى تأجيج أزمة المواد الأفيونية والتسبب في دمار المجتمعات في جميع أنحاء الولايات الأمريكية.

دواء الفنتانيل الأكثر خطورة في الولايات المتحدة

ولاية ماساتشوستس، واحدة من تلك الولايات أيضًا التي رفعت دعوى قضائية ضد الشركة، متهمة إياها بابتكار ونشر حملات تسويقية غير عادلة ومضللة، تهدف إلى دفع الأطباء لوصف المواد الأفيونية لعدد أكبر من المرضى، بجرعات أعلى ولفترات زمنية أطول، من الأوكسيكونتين، وأغرقت المواطنين برسائل تروج للأوكسيكونتين وتشجع على زيادة الجرعات.

المجتمعات المهزومة

وبحسب الشبكة الأمريكية، فتعتبر موافقة الشركة الفرنسية العملاقة على دفع 350 مليون دولار في غضون 20 يومًا، لتسوية القضايا التي رفعتها الولايات، الأولى من نوعها على الإطلاق مع شركة إعلانات؛ لدورها في أزمة المواد الأفيونية وانتشارها بكثافة في الولايات كافة، حيث عملت من خلال الإعلانات على مواجهة تدابير الصحة العامة التي كانت تقودها للدولة، بهدف تقليل الاستخدام غير الضروري للمواد الأفيونية.

وفي تعليقها على القرار، نقلت الشبكة الأمريكية تأكيد المدعية العامة في نيويورك، ليتيتيا جيمس، أنه لا يمكن لأي مبلغ من المال أن يعوض عن الأرواح المفقودة، ولكن ستتوقف الشركة عن سلوكها غير القانوني، وسيتم إنفاق تلك الأموال في مساعدة المجتمعات المهزومة على التعافي مرة أخرى، كما حظر القضاء على الشركة قبول أي عقود أو ارتباطات مستقبلية تتعلق بتسويق أو بيع المواد الأفيونية.