تشتد المنافسة قبل انتخابات الرئاسة الأمريكية 2024، إذ تسعى نيكي هايلي المرشحة المحتملة عن الحزب الجمهوري للحصول على ترشيح حزبها من خلال شن هجمات على منافسيها الأقوياء دونالد ترامب الرئيس السابق، وجو بايدن الرئيس الحالي، كما تبنت استراتيجية جديدة تستهدف عمر المرشحين الاثنين، في محاولة منها الاستفادة من عامل الشباب والحداثة الذي تمتلكه.
استغلال سنّ بايدن وترامب
بدأت هايلي حملتها الانتخابية من خلال إطلاق سلسلة من الإعلانات السياسية تستهدف عمر الرئيس الحالي جو بايدن البالغ 81 عامًا، وسلفه دونالد ترامب البالغ 77 عامًا، ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن هذه الإعلانات ستحمل عناوين مثل "الرجلان الغاضبان"، و"الصديقان في القبو"، وهي إشارات واضحة للتقادم البدني للمرشحين.
كما نشرت هايلي، صورة على موقع "إكس" تحمل وجهي بايدن وترامب محل وجوه الممثلين جاك ليمون ووالتر ماثو في إعلان فيلم "الرجلان الغاضبان" الشهير، وعلقت على الصورة قائلة "المباراة التي لا يرغب أحد فيها".
تدعو هايلي منذ فترة طويلة إلى إجراء اختبارات للكفاءة العقلية بشكل دوري على السياسيين خاصة الذين تجاوزوا سن 75 عامًا، وأشارت إلى حوادث تصريحات لبايدن وترامب أظهرت "لحظات نسيان" أو تشتت، مثلما حدث عندما خلط ترامب بينها وبين نانسي بيلوسي.
وأثناء زيارة لإحدى الفعاليات الانتخابية، طرحت هايلي السؤال: هل بالفعل نريد الدخول في انتخابات ونحن بصدد انتخاب رئيسين في سن الثمانين؟، مؤكدة أنها لا تقصد "الإساءة" لكنها تطرح سؤالًا جديًا حول الكفاءة.
موقف بايدن وترامب
رفض "بايدن" بشكل قاطع مزاعم هايلي حول عمره أو كفاءته العقلية، ووصف حملتها بأنها "هجوم غير أخلاقي"، معتبرًا أن سنّه لا ينبغي أن يشكل عائقًا أمامه.
فيما ردّ ترامب بتغريدة قاسية عبر حسابه على موقع "تروث سوشيال" قائلًا: "نيكي الخائنة تحاول الآن إسقاطي بعد أن تركتني في الماضي ولن تنجح، اذهبي وتركي عمري وكفاءتي وركزي على سياساتك الضعيفة".
تراجع أرقام الاستطلاعات
على الرغم من حملة هايلي العنيفة ضد أقوى منافسيها، إلا إن أرقامها في استطلاعات الرأي العام تراجعت بشكل ملحوظ، إذ خسرت الجولتين الأوليين للانتخابات التمهيدية في ولايتي أيوا ونيوهامبشاير، وحلّت بعيدًا جدًا عن ترامب الذي احتل المركز الأول.
كما أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة في ولايتها الأم كارولاينا الجنوبية أنها تتراجع بنسبة كبيرة أمام ترامب بفارق يصل إلى 15 نقطة مئوية، وهذا يضعها في موقف ضعيف قبل إجراء الانتخابات التمهيدية هناك في مايو المقبل.
تشير التقديرات إلى أن حملة هايلي المناهضة لترامب وبايدن فشلت في تحقيق أي دعم شعبي بل زادت من عداء الناخبين لها، ويتهمها العديد من الصحف والمحللين السياسيين بأنها تستخدم أسلوب التشهير الشخصي بدل التركيز على قضايا السياسة الداخلية والخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم عامل العرق أيضًا في عزل هايلي أمام الناخبين، حيث أنها ولدت في بامبرج بولاية ساوث كارولينا لأبوين مهاجرين من البنجاب بالهند، مما جعلها أقل جاذبية لدى الناخبين الجمهوريين البيض الغالبين في أمريكا.
وبالتالي، فإن التوقعات حاليًا تشير إلى أن حظوظ هايلي في الفوز بالترشيح الجمهوري أصبحت معدومة تقريبًا، وأن السباق سيكون بين ترامب وأحد المرشحين الجدد الآخرين.