عاد الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى ساوث كارولينا، الولاية التي فاز من خلالها في الانتخابات التمهيدية عام 2020، ليوجّه رسالة مكثفة إلى الناخبين السود، الذين هم جزء رئيسي من التحالف الديمقراطي بالولاية ودائرة انتخابية حيوية لنجاح بايدن في نوفمبر المقبل.
ويسعى الرئيس الأمريكي إلى ترسيخ مكانته الانتخابية مع الكتلة الديمقراطية الرئيسية وتعزيز مكانة الولاية الأولى في الدولة، حيث شارك بايدن في حفل العشاء الاحتفالي الأول للحزب الديمقراطي في ساوث كارولينا، وفق صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية.
إنجازات بايدن للسود
"بايدن" اعتمد على ما أنجزته إدارته للأمريكيين السود، بينما سلّط الضوء على اختياره لرفع ولاية كارولينا الجنوبية إلى المركز الأول في البلاد، وكثّف هجماته على دونالد ترامب، المرشح الأوفر حظًا لترشيح الحزب الجمهوري.
"بايدن" قال في كلمة له: "الحقيقة أنني لم أكن لأكون هنا لولا الناخبين الديمقراطيين في ساوث كارولينا، وهذه حقيقة، أنتم السبب في أنني أصبحت رئيسًا، أنتم السبب وراء كون كامالا هاريس نائبة تاريخية للرئيس، وأنتم السبب في أن دونالد ترامب رئيس سابق مهزوم، أنتم السبب في خسارة دونالد ترامب، وأنتم السبب في أننا سنفوز ونهزمه مرة أخرى".
سخرية من ترامب
كانت رحلة "بايدن" إلى مدينة بالميتو واحدة من عدة رحلات قام بها هو ونائبه إلى ولاية فلوريدا هذا الشهر، حيث ينظر مساعدو الرئيس وحلفاؤه إلى الانتخابات التمهيدية في فبراير المقبل باعتبارها لحظة مهمة لإظهار دعمه بين الناخبين السود، فيما يبدي عدد من النقاد قلقهم بشأن مكانة بايدن مع الكتلة الرئيسية.
واستعرض بايدن قائمة من الإنجازات السياسية، بدءًا من معدلات البطالة القياسية وحتى مدخرات الأدوية، ليرسم تناقضًا حادًا بينه وبين دونالد ترامب، وقد روّج بايدن مرارًا وتكرارًا للوعود التي أعلنها وما تم الوفاء بها.
"بايدن" سخر من "ترامب"، قائلًا: إنه "مشوش بعض الشيء هذه الأيام"، في إشارة إلى خلط الرئيس السابق بين نيكي هيلي ونانسي بيلوسي في خطاب ألقاه في وقت سابق من هذا الشهر.
وتزايد غضب صوت بايدن، وهو يتحدث عن تعليقات ترامب السابقة بشأن المحاربين القدامى، قائلًا: "باعتباري القائد الأعلى، فإنني أنظر إلى المحاربين القدامى بشكل مختلف تمامًا عن دونالد ترامب، الذي رفض عندما كان القائد الأعلى للقوات المسلحة، زيارة مقبرة أمريكية خارج باريس للجنود الأمريكيين الذين سقطوا".
صالون حلاقة
وقبل العشاء، رافق النائب جيم كلايبورن "بايدن" عندما توقف لأول مرة في صالون حلاقة وسط مدينة كولومبيا، حيث التقط صورًا تذكارية وصافح عملاء الصالون، وقال أحد الحاضرين لصحيفة "بوليتيكو": "إن بايدن شكرهم على دعمهم السابق، وطلب دعمهم للمضي قدمًا وتذكير الناس ببعض الأعمال التي قام بها من أجل الناخبين السود وما يحاول القيام به".
تعد زيارة بايدن للولاية أحدث مثال على تكثيف حملة إعادة انتخابه بعد بداية بطيئة أحبطت العديد من الديمقراطيين، حيث قال الناشط الديمقراطي في ساوث كارولينا أنجوان سيرايت: "هذا هو جو بايدن الذي نعرفه، لقد كان مروره بصالون الحلاقة في كارولينا الجنوبية، ملاذ الرجل الأسود، علامة على أنه يعرف أهمية هذه الولاية".
وكرر مساعدو الحملة الانتخابية لبايدن، أن الغرض من زيارات ساوث كارولينا ذو شقين، أولًا تكثيف الدعم لبايدن قبل الانتخابات التمهيدية وثانيًا محاولة الوفاء بوعده بتعزيز الوضع الأساسي للولاية، وفق "بوليتيكو".
الناخبون السود
ووفق الصحيفة، فقد كان بايدن جادًا للغاية عندما قال إنه يريد التأكد من أن الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي تتحدث عن التنوع الكامل للحزب الديمقراطي، والتأكد من أن قاعدة الحزب من الناخبين السود كان لها رأي في المرحلة المبكرة من الانتخابات.
وتحركت حملة بايدن مبكرًا للإعلان عن مساعدين على الأرض في ساوث كارولينا قبل أن يكون لدى ساحات المعارك الانتخابية العامة الأخرى موظفين دائمين، بينما ضخت الحملة إعلانات مدفوعة على محطات التلفزيون وإذاعة السود.
وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن أداء بايدن ضعيف بين الناخبين السود مقارنة بنتائجه لعام 2020، ويأمل مستشاروه أن ترسل هذه الاستثمارات المبكرة رسالة مفادها أن الحملة تعطي الأولوية لدعمهم، وأنها يمكن أن تساعد في تبديد مخاوف الديمقراطيين بشأن تراجع الحماس.