في الوقت الذي تسعى روسيا لإحراز مزيد من التقدم خلال حربها المستعرة منذ عامين ضد أوكرانيا، تعيش كييف حالة من التوتر والانقسام، بين الحكومة وقيادة الجيش مع احتمال كبير للتصعيد بين الجبهتين.
ودعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فاليري سالوشني، القائد الأعلى للقوات المسلحة، إلى تقديم استقالته، إلا أن الأخير رفض التخلي عن منصبه، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وأرجعت الصحيفة محاولات الرئيس الأوكراني، الإطاحة بالقائد الأعلى للقوات المسلحة بسبب طموح الأخير السياسي، وعدم اقتصاره على دوره العسكري.
ويحظى الجنرال الأوكراني بشعبية كبيرة بين جنوده والمواطنين، ولهذا السبب قيل إن لديه طموحات سياسية، وهو ما نفاه قائد القوات المسلحة للرئيس الأوكراني، خلال الاجتماع الذي دار بينهما قبل يومين.
وبعد محاولات للضغط على "سالوشني" للاستقالة، بسبب الهجوم المضاد الفاشل ضد روسيا، تراجع الرئيس الأوكراني تحت ضغط من الولايات المتحدة وبريطانيا، بالإضافة إلى مسؤولين عسكريين رفيعي المستوى، بحسب موقع "تاجز شاو" الألماني.
وتولى "سالوشني" - 50 عامًا - منصبه كقائد أعلى للجيش الأوكراني، قبل أشهر قليلة من الحرب الروسية، فبراير 2022، وتحت قيادته، صمدت القوات الأوكرانية واستعادت بعض الأراضي المحتلة.
وأشارت الصحيفة إلى أن من بين الأسباب التي دفعت الرئيس الأوكراني للتراجع عن الاستقالة، هو عدم الاستقرار على خليفة قائد الجيش بعد أن رفض العديد من المرشحين تولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة.
وقبل أسبوعين اعترف القائد الأعلى للجيش الأوكراني بصعوبة الوضع على أرضية الميدان، على الرغم من استخدام الدبابات الحديثة والطائرات وغيرها من الأسلحة المبتكرة، بعد أن قال لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية: "تمامًا كما حدث في الحرب العالمية الأولى، وصلنا إلى مستوى من التكنولوجيا يضعنا في طريق مسدود".
وحاول الجيش الأوكراني استعادة الأراضي في هجومه المُضاد قبل خمسة أشهر، وتم تحقيق اختراقات محدودة من خلال التحصينات الروسية في بعض البلدات بمنطقتي زابوريجيا ودونيتسك.
واعتبر الخبراء أن الهجوم المضاد الأوكراني الذي قاده قائد القوات المسلحة لم يستطع تحقيق استعادة كبيرة للأراضي مثلما حدث في العام الماضي، بسبب تحصن القوات الروسية خلف أحزمة واسعة من الألغام، وشن هجمات متكررة، خاصة في الوقت الحالي حول مدينة أفدييفكا.