الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بتواطؤ أمريكي-بريطاني.. قطار مجاعة غزة بلا مكابح

  • مشاركة :
post-title
الأمم المتحدة تحذر من المجاعة في غزة

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تعاني عزة مجاعة جماعية لم يسبق لها مثيل في التاريخ الحديث، وقبل اندلاع الحرب منذ أكثر من 3 أشهر، كان الأمن الغذائي في غزة محفوفًا بالمخاطر، أما الآن فأصبح جميع سكان غزة تقريبًا، من أي عمر، وفي أي مكان بالقطاع، معرضين للخطر، وهو ما لم يحدث لأي دولة منذ الحرب العالمية الثانية

وتسببت الحرب المدمرة التي تشنها دولة الإحتلال على قطاع غزة، منذ أكثر من 3 أشهر، إلى مقتل ما يقرب من 30 ألف فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينما أصيب فوق الـ60 ألف شخص جراء القصف العنيف، وأدت العمليات الإسرائيلية إلى نزوح 80% من الشعب بما يصل إلى مليوني فلسطيني في منطقة لا تتعدى 20% من حجم القطاع، بجانب تسوية عشرات الأحياء بالأرض.

شعب كامل

وفي تحليلها لما يحدث، كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية، عن أنه لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن وصلت الأمور إلى احتياج سكان شعب بأكمله إلى الجوع الشديد والعوز بهذه السرعة، مشددًا على أنه أيضًا لم يشهد العالم الحديث احتياج مكان ما للالتزام الدولي بهذه الدرجة من قبل.

أسرة فلسطينية بدون طعام

ورغم عدم قيام محكمة العدل الدولية، بإصدار قرار ضد دولة الاحتلال يتهمها بارتكاب جريمة إبادة جماعية، الذي كان سيستغرق سنوات من المداولات، إلا أن القضاة اقتنعوا بالفعل بالمأساة التي يواجهها سكان قطاع غزة وظروف الحياة القاسية التي يعيشونها، حتى أن القاضي الذي عينته إسرائيل نفسه صوّت لصالح الإغاثة الفورية.

سيموتون حتمًا

وشبّهت الصحيفة البريطانية ما يحدث في غزة اليوم من مجاعة، بقطار الشحن السريع، الذي حتى لو قام السائق بالضغط فجأة على مكابحه، فإنه سوف يستمر في السير عدة أميال قبل أن يتوقف، واصفين أنه حتى لو تم رفع الحواجز أمام المساعدات الكثيفة للقطاع اليوم، فإن ذلك لن يمنع الأطفال الفلسطينيين من الموت بالآلاف.

وترى الصحيفة أن النتيجة النهائية لما يحدث في قطاع غزة الآن هي المجاعة لا محالة، ما لم تتوقف في الوقت المناسب، إذ قدّرت لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف الدولي، أن قطاع غزة يعيش في ظروف "الطوارئ"، والعديد من المناطق تعاني بالفعل "كارثة"، قد تصل إلى "المجاعة" بحلول منتصف فبراير المقبل.

حتى في الحرب العالمية الثانية لم تحدث مجاعات كاملة للمواطنين
حقائق تاريخية

ومنذ اعتماد التصنيف الدولي للمجاعات قبل 20 عامًا، حدثت حالات طوارئ غذائية كبرى في أفغانستان وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومنطقة تيجراي في إثيوبيا، وشمال شرق نيجيريا والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن، ومقارنة بغزة، فقد تطورت هذه الأمور ببطء، على مدى فترات سنة أو أكثر، بحسب "الجارديان" البريطانية.

وفي المجاعات الأكثر شهرة في أواخر القرن العشرين، في الصين وكمبوديا وبيافرا في نيجيريا وإثيوبيا، كانت أعداد الذين ماتوا أعلى بكثير، لكن المجاعة كانت أيضًا أبطأ وأكثر انتشارًا، لكن مستوى الدمار الذي لحق بالمستشفيات وشبكات المياه والمساكن في غزة، فضلًا عن القيود المفروضة على التجارة والتوظيف والمساعدات، يتجاوز أيًا من هذه الحالات.

جريمة تجويع

ومن أجل بقاء شعب غزة على قيد الحياة اليوم، لا يهم ما إذا كانت إسرائيل تنوي الإبادة الجماعية أم لا، ولفتت الصحيفة، أنه إذا لم تتبع إسرائيل توصيات لجنة الإغاثة عن المجاعة، فإنها ستتسبب عن عمد في موت جماعي وتعتبر جريمة تجويع، وإذا فشلت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة في استخدام كل وسيلة ممكنة لوقف الكارثة، فسوف تكونان متواطئتين