كشفت التصرفات الإسرائيلية، خاصة فيما يتعلق بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة في غزة، عن استمرار الاحتلال في مساعيه لإفراغ قطاع غزة من كل شيء، حيث لم يكن اتهام الأونروا بمشاركة أعضائها في طوفان الأقصى، سوى واحدة من تلك الخطوات التي ينتهجها الاحتلال لقتل كل مظاهر الحياة في القطاع.
وزعمت إسرائيل مشاركة 12 من موظفي الوكالة الإغاثية التابعة للأمم المتحدة، في أحداث 7 أكتوبر الماضي، واتهمتهم بنقل الأسلحة، ومداهمة المستوطنات الإسرائيلية، وشاركوا في اختطاف جندي ومدني، الأمر الذي دفع الولايات المتحدة و13 من حلفائها، لتعليق التمويل لوكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وذلك في مقابل دول أخرى رفضت تعليق مساعدتها.
وتضم قائمة المانحين المنسحبين، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز" الأمريكية، التي يعتمد عليها أكثر من مليوني فلسطيني في غزة، كل من نيوزيلندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا واليابان وأستراليا وفرنسا والنمسا وسويسرا وفنلندا وكندا ورومانيا وهولندا، أما الدول التي رفضت تعليق مساعدتها فتشمل إيرلندا وتركيا والسعودية.
بدون أدلة
مسؤول أمريكي كبير، أكد لصحيفة "واشنطن بوست" أن الولايات المتحدة لم تتحقق من المزاعم التي قالتها إسرائيل حول موظفي الوكالة الإغاثية، كما لم تقدم إسرائيل أي وثائق تؤكد تلك المزاعم، حيث تستند في مزاعمها على الاتصالات التي تم اعتراضها وبيانات مواقع الهواتف المحمولة.
وتعمل الأونروا التي تم إنشاؤها عام 1949، على تشغيل العيادات الطبية والمدارس وتوفير الاحتياجات الإنسانية للفلسطينيين، إلا أن جميع تلك الأماكن التي تديرها تم إغلاقها جميعًا في أعقاب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على القطاع، وتحولت جميع المباني التابعة لها إلى ملاجئ تؤوي أكثر من مليون شخص.
هدف إسرائيلي
ويعتبر غلق الأونروا هدفًا إسرائيليًا، وهو ما كشفه موقع "تايمز أوف إسرائيل"، من خلال تصريحات نقلها عن مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى، أكد خلالها أنهم يدعمون قرار الدول بتعليق تمويلها، مشددًا على أن كل موظف في الأونروا يجب أن يخضع للمحاسبة.
أكد المسؤولون الإسرائيليون أيضًا في تصريحاتهم، أن ما يقرب من 1200 موظف بالوكالة الإغاثية إما مرتبطون بحماس أو الجهاد الإسلامي، بحسب المخابرات الإسرائيلية، متهمين الوكالة بأنها تحرض ضد إسرائيل في نظامها المدرسي وتسمح باستخدام مرافقها عسكريًا من قِبل حركات المقاومة.
حافة المجاعة
تلك الاتهامات التي وجّهها الإسرائيليون للوكالة، إضافة إلى تأكيدهم بأن الأونروا لا يجب أن تكون جزءًا من قطاع غزة في المستقبل، تكشف بما لا يدع مجالًا للشك أن تصفية عمل الوكالة أو استبدالها بأخرى خاضعة للسيطرة الإسرائيلية بات هدفًا للاحتلال من أجل مزيد من الخنق والتجويع للأهالي في قطاع غزة.
يذكر أن 15 رئيس وكالة أممية ودولية شددوا في بيان مشترك، اليوم الأربعاء، على أن الأحداث الرهيبة المتصاعدة في غزة، تركت مئات الآلاف دون مأوى وعلى حافة المجاعة، مطالبين العالم بعدم التخلي عن الأهالي، وضرورة مواصلة دعم الأونروا باعتبارها أكبر منظمة في القطاع، توفر الاحتياجات الأساسية للسكان.