لا تكاد أوكرانيا تستفيق من أزمة حتى تلاحقها أخرى، ففي الوقت الذي تتسارع فيه الحرب الروسية على أراضيها، وبين فضائح الفساد في الجيش الأوكراني ونقص الإمدادات والتسليح، يأتي التجسس الروسي وتحديد أهدافه من خلال كاميرات المراقبة الكامنة في شوارع وميادين كييف كأزمة داخلية جديدة تواجه الأوكران.
فكاميرات المراقبة الصينية في شوارع أوكرانيا ترسل بياناتها إلى الشركات المصنعة لها، ما يشكل خطرًا أمنيا في خضم الحرب المستعرة مع روسيا، منذ أن دارت رحاها في الرابع والعشرين من فبراير 2022، بحسب صحيفة "فوكس أونلاين" الألمانية.
كاميرات المراقبة ثغرة لموسكو
وتستخدم أوكرانيا، التي تخوض حربًا، مئات الآلاف من كاميرات المراقبة التي تنقل بياناتها إلى خوادم يديرها مصنّعون صينيون، وهو ما يشكل خطرًا أمنيًا كبيرًا، في ظل التعاون الوثيق بين الصين وروسيا.
وفي أوكرانيا يتم استخدام الكاميرات من الشركات الصينية "هيكفيجن" و"داهوا" على نطاق واسع، وهي محظورة في الولايات المتحدة بسبب مخاوف أمنية، لكنها لا تزال تستخدم في أوكرانيا في المرافق العامة والخاصة وفي شوارع المدن، بحسب الصحيفة الألمانية.
سهولة الاختراق
وأظهرت صحيفة "كييف إندبندنت"، أن الإصدارات القديمة من هذه الكاميرات يسهل اختراقها إذا لم تكن محمية بإجراءات أمنية إضافية، وهو ما مكّن أجهزة المخابرات الروسية بهذه الطريقة من الوصول إلى كاميرات المراقبة لتوجيه الهجمات على المدن الأوكرانية.
ومنعت أجهزة الأمن الأوكرانية بالفعل أكثر من عشرة آلاف كاميرا من هذا الطراز، لكن العديد منها لا يزال قيد التشغيل.
إرسال البيانات لروسيا
وفي ديسمبر 2023، كشف تحقيق لصحيفة "كييف إندبندنت" أن آلاف كاميرات المراقبة في أوكرانيا كانت تستخدم البرنامج الروسي TRASSIR، الذي يرسل البيانات إلى خوادم موسكو المتصلة بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
أزمات الجيش الأوكراني
ولم تكن أزمة كاميرات المراقبة هي الوحيدة أو الأخيرة التي تواجه أوكرانيا في حربها مع روسيا، فالبداية من شكاوى الجيش الأوكراني بشأن النقص في المعدات والإمدادات، حسبما اعترف وزير الدفاع رستم أوميروف بارتكاب مخالفات، مؤكدًا اكتشاف العديد من قضايا الفساد خلال عمليات التفتيش المفاجئة.
وكشف فحص مخزون المواد الغذائية عن اختفاء مخصصات تزيد قيمتها على 50 مليون هريفنيا (نحو 1.2 مليون يورو).
وبحسب وزارة الدفاع، فقد وردت في الآونة الأخيرة شكاوى من القوات المسلحة بشأن نقص الإمدادات في معسكرات بعض الوحدات في شرق البلاد.
وشهدت الآونة الأخيرة عدة فضائح فساد في الجيش الأوكراني الذي يخوض الحرب ضد روسيا بمساعدة غربية.