الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

موسكو تؤجج الصراع.. نائب روسي يحث "تكساس" على "الاستقلال"

  • مشاركة :
post-title
السياسي الروسي سيرجي ميرونوف زعيم حزب "روسيا العادلة"

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

بينما يشتد الصراع القانوني بين ولاية تكساس والحكومة الأمريكية، حول إجراءات منع تدفق المهاجرين من الحدود الجنوبية إلى الولايات المتحدة، عرض السياسي الروسي، سيرجي ميرونوف، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، مساعدة الولاية في الحصول على الاستقلال عن الولايات المتحدة.

ويوم السبت، كتب ميرونوف، زعيم حزب "روسيا العادلة" والنائب بمجلس الدوما الروسي، على موقع X -تويتر سابقًا- قائلًا إنه "في الصراع بين تكساس والولايات المتحدة، أنا أقف إلى جانب الدولة".

وأضاف: "على الأقل تكساس لا تتدخل في شؤون الدول الأخرى، إذا لزم الأمر".

وأكد: "نحن -أي الروس- على استعداد للمساعدة في استفتاء الاستقلال. وبالطبع، سوف نعترف بجمهورية تكساس الشعبية إذا كانت هناك واحدة. حظًا سعيدًا نحن معك".

وقف المهاجرين

وفقًا لبيانات الجمارك وسلطات الحدود الأمريكية (CBP)، هناك أكثر من 2.4 مليون مهاجر على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك خلال عام 2023، ارتفاعًا من حوالي 1.7 مليون في عام 2021.

والإثنين الماضي، وقفت المحكمة العليا إلى جانب إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمام حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، الذي يقاتل أمام وزارة العدل بشأن أساليب ردع المهاجرين التي طبقها؛ لوقف التدفق الهائل لعبور المهاجرين غير الشرعيين على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك.

وفي ضربة قانونية لـ"أبوت"، سمحت المحكمة مؤقتًا للعملاء الفيدراليين بإزالة الأسلاك الشائكة على طول أجزاء من الحدود الجنوبية، بينما يستمر التقاضي بشأن هذه القضية.

ووصف البيت الأبيض تكتيكات أبوت، مثل الأسلاك الشائكة والحواجز العائمة على نهر ريو جراندي، بأنها "خطيرة" و"قاسية"، في حين وصف أبوت الأسلاك الشائكة بأنها "رادع فعّال".

وبعد حكم المحكمة العليا بأغلبية 5 أصوات مقابل 4، أعلن أبوت، في بيان يوم الأربعاء، عمّا وصفه بـ "حق تكساس في الدفاع عن النفس"؛ ردًا على سياسات الهجرة التي ينتهجها الرئيس، جو بايدن.

وفي خضم كل القتال حول كيفية التعامل مع الحدود، تم تعزيز الدعوات المطالبة باستقلال تكساس في حركة صيغت باسم "تيكسيت".

لكن بعيدًا عن التكهنات، لا يمكن للولاية قانونًا الانفصال عن الولايات المتحدة، وفقًا لقضية "تكساس ضد وايت" في أعقاب الحرب الأهلية عام 1869، والتي حكم فيها بأن "الولايات الفردية لا يمكنها أن تقرر من جانب واحد مغادرة الاتحاد."

دعوات لحرب أهلية

بينما تمت كتابة تغريدة "ميرونوف" باللغة الروسية، ترجمها في منشور منفصل أنطون جيراشينكو، المستشار السابق لوزير الشؤون الداخلية الأوكراني.

وفي رسالته يوم الأحد، انتقد جيراشينكو ما وصفه بـ "نفاق بيان ميرونوف"، وكتب: "هكذا تحدث ممثل دولة تضطهد أقلياتها العرقية، ويتهم جميع حركات الاستقلال داخل روسيا بأنها تنظمها أجهزة أجنبية، ويضرب ويسجن النشطاء".

أيضًا، ردًا على التغريدة، قال مُتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية لمجلة "نيوزويك"، يوم الأحد: "إن الكرملين يحاول بكل وضوح اختلاق رواية كاذبة من شأنها زرع الانقسام في بلدنا، ونأمل أن يرى الناس هذه الرواية على حقيقتها. هراء من الكرملين".

وكانت المحادثات حول حرب أهلية محتملة أخرى، أو "طلاق وطني"، كما اقترحت النائبة مارجوري تايلور جرين -الجمهورية عن ولاية جورجيا- قد اندلعت قبل حكم المحكمة يوم الإثنين، مع تزايد الانقسامات السياسية في الولايات المتحدة.

وفي الوقت نفسه، في أعقاب ادعاء أبوت بالدفاع عن النفس، حذّر العديد من المعلقين المحافظين، مما وصفته "نيوزويك" بـ "تحريض بايدن على حرب أهلية".

رغم هذا، في اجتماع مؤتمر رؤساء البلديات الأمريكي في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، وهي مُبادرة تعمل عليها حاليًا مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزبين، أشار بايدن إلى أنه "منفتح على تغييرات هائلة في سياسة الحدود".

وفي أواخر الشهر الماضي، شاركت جوليا ديفيس، مؤسسة مجموعة مراقبة الإعلام الروسي، مقطعًا على منصةX لحديث سيرجي ماركوف، وهو عالم سياسي مؤيد لبوتين ومستشار سابق للزعيم الروسي، قال فيه إن "نشوب حرب أهلية في الولايات المتحدة لن يكون مفيدًا لروسيا في حربها مع أوكرانيا فحسب، بل مفيدًا للعالم أجمع".

في أعقاب استقلال المكسيك عن إسبانيا في عام 1821، سعت الدولة الوليدة إلى بسط سيطرتها على المنطقة الشمالية، وفي إطار نظام فيدرالي أسس له الدستور المكسيكي عام 1824، أصبحت المنطقة الشمالية تعرف بولاية "كواويلا وتكساس"، وكان معظم السكان من الأمريكيين الأصليين من قبائل الأباتشي والكومانشي.

ولأن كثيرًا من المكسيكيين كانوا يرفضون الانتقال للعيش في الولاية، شجعت الحكومة المكسيكية الأمريكيين وغيرهم من الأجانب على الاستيطان هناك، وقررت إعفاءهم من بعض الضرائب لمدة سبع سنوات.

لكن سرعان ما شعرت الحكومة المكسيكية بالقلق إزاء التدفق المستمر للمهاجرين الأنجلو-أمريكيين، فقررت في عام 1830 حظر المزيد من الاستيطان في الولاية، وأعادت فرض الضرائب المعلقة. لذا، شهدت الولاية الكثير من النزاعات مع الحكومة المكسيكية.

وفي عام 1836، أعلنت "جمهورية تكساس" انفصالها عن المكسيك، والذي ولم يستمر سوى تسع سنوات، إذ عانت من أوضاع اقتصادية متدهورة، وكان ذلك سببًا رئيسيًا لانضمامها إلى الولايات المتحدة في عام 1845.

وبين عامي 1860 و1861، كانت تكساس من بين 11 ولاية أمريكية، تنفصل عن الاتحاد في أعقاب انتخاب إبراهام لينكون رئيسًا للبلاد وتزايد المشاعر المناهضة للعبودية في الولايات الشمالية، ما عجل باندلاع الحرب الأهلية الأمريكية في أبريل عام 1861.

وبعد انتهاء الحرب في 1865 وخسارة كونفدرالية الولايات الجنوبية، ومن بينها تكساس، بدأت عملية إعادة دمج لتلك الولايات استمرت لأكثر من عقد من الزمان، حيث عادت في عام 1870.

وفي 1869، حكمت المحكمة العليا في القضية المشهورة بـ "تكساس ضد وايت" بأن انفصال تكساس عن الولايات المتحدة غير شرعي.

وكتبت المحكمة "يرعى الدستور، في جميع أحكامه، الاتحاد غير القابل للتفكك، والمؤلف من ولايات غير قابلة للتفكك".

وفي عام 2021، طفت فكرة الانفصال على السطح من جديد، بل وغادرت الهامش لتدخل في نسيج الخطاب السياسي للحزب الجمهوري، حيث تقدم أحد أعضاء مجلس نواب ولاية تكساس الجمهوريين بمشروع قانون لإجراء استفتاء غير ملزم على انفصال الولاية عن الاتحاد، ولكن هذا المشروع لم يتم التصويت عليه أو تُحدَد له جلسة استماع من قبل المجلس.