تنطلق الانتخابات العامة في باكستان، فبراير المقبل، وسط تشكيك من المنظمات الحقوقية في مصداقيتها، على أثر الحملة ضد حزب عمران خان، لاعب الكريكت السابق، الذي يحظى بشعبية كبيرة، لكنه في الوقت نفسه مصدر للجدل منذ الإطاحة به بموجب مذكرة حجب ثقة في إبريل 2022.
وكانت مفوضية الانتخابات في باكستان، رفضت ترشيح "خان" ومعظم قادة حزبه، في وقت يواجه فيه أكثر من 200 قضية منذ الإطاحة به، إلا أن "خان" يعتبر هذه الملاحقات تتم تحت "اعتبارات سياسية".
وينظر إلى "خان" في المنطقة التي بنى فيها مستشفى وجامعة، على أنه "بطل"، وليس فقط مجرد شخصية سياسية، بحسب قول رنا إقبال، رئيسة تحرير "نوى شرار" المحلية.
يغيب عمران خان وقيادات حزبه عن الملصقات السياسية في الشوارع، حتى في دائرته الانتخابية وموطن أجداده "ميانوالي"، بسبب ما وصف بأنه حملة لمحو "خان"، وحزبه "حركة إنصاف" من الحملة الانتخابية.
ولجأ الحزب إلى الإنترنت لإدارة الحملة الانتخابية، في ظل منعه من تنظيم المسيرات، وتقييد وسائل الإعلام للتغطية الممنوحة لهم، بحسب وكالة "فرانس برس".
وفي السياق نفسه يقول جمال إحسان خان (61 عامًا)، المرشح عن "حركة إنصاف" في ميانوالي، إن العاملين في الحزب يواجهون مضايقات، وأنه تلقى تهديدات بالقتل.
ولم يكن "إحسان"، كغيره من مرشحي حزب عمران خان، قادرًا على الوجود وعقد اجتماعات أو توزيع المنشورات، قائلًا إنه من الموسف أنه لا يستطيع إدارة حملته الانتخابية بطريقة مجدية، رغم أنه مرشح للحزب السياسي الرئيسي في باكستان.
مسيرة عمران خان
انطلقت مسيرة عمران خان، في ميانوالي، وهي منطقة ريفية بمقاطعة البنجاب الوسطى، وانتُخبَ 3 مرات نائبًا في البرلمان، قبل أن يصبح رئيسًا للوزراء، قبل أن تتم الاطاحة به في 2018.
وخلال الفترة الماضية، تم اعتقال آلاف من مؤيدي عمران خان"، ومن المنتظر أن تتم محاكمتهم أمام محاكم عسكرية، فيما اعتقل كبار قادة الحزب، فيما انسحق عشرات منهم، وأجبر آخرون على العمل بسرية، بحسب الوكالة الفرنسية.
وخسر حزب عمران خان معركة الحفاظ على رمزه الانتخابي "مضرب الكريكت"، في المحكمة العليا في البلاد هذا الشهر، رغم أنه لطالما استخدمه هو وحزبه لتمكين الناخبين من الاقتراع له في بلد يبلغ معدل الأمية لدى البالغين 42%، بحسب البنك الدولي.
وبعد خسارة القضية، أصبح على مرشحي الحزب اختيار رموز فردية، فمثلًا يستخدم إحسان خان "زجاجة" كرمز انتخابي، وهو رمز يتم النظر له بازدراء في المناطق الريفية، لارتباطه بالكحول.
إعادة حزب الرابطة الإسلامية
ويرى محللون سياسيون أن رئيس الوزراء نواز شريف، توصل لاتفاق مع السلطات في باكستان، للتمكن من العودة للبلاد، بعد أن تم سجنه لعشرة أشهر، ثم الإفراج عنه لأسباب طبية وسفره للندن لتلقي العلاج.
"شريف"، الذي شغل منصب رئيس وزراء باكستان 3 مرات، قبل إقالته من منصبه في 2017 بأمر من المحكمة العليا بسبب قضية فساد، يسعى لإعادة حزبه للسلطة في باكستان.