تصدّر عمران خان، رئيس وزراء باكستان السابق، المشهد في إسلام آباد مجددًا، بعد أن علّقت المحكمة الباكستانية العليا، اليوم الثلاثاء، الحكم الصادر بسجنه لمدة 3 سنوات بتهم الفساد، وإصدار حكم بالإفراج عنه بكفالة.
ومن غير الواضح ما إذا كان سيتم إطلاق سراح خان، الذي يثير الجدل في باكستان، منذ أن فقد سلطته بعد تصويت لحجب الثقة في أبريل 2022، والمحتجز في سجن شديد الحراسة، في مقاطعة البنجاب، شمال شرق البلاد، اليوم.
وقبلت المحكمة العليا في العاصمة، اليوم، استئناف عمران خان، الذي دفع فيه بأنه لم يحصل على محاكمة عادلة، وذلك باعتراف المحكمة العليا الباكستانية بوجود "عيوب إجرائية"، في إدانة رئيس الوزراء السابق.
وإذا ما ثبتت التهمة على عمران خان، وتم الحكم بسجنه بشكل نهائي، فسيصبح غير مؤهل لتولي أي منصب سياسي.
تظاهرات محتملة
بعد القبض على "خان"، في 5 أغسطس، وجّه نداءً لأنصاره، في بيان مسجل مسبقًا على منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "لدي نداء واحد لا تجلسوا في منازلكم صامتين"، مشيرًا إلى أن القبض عليه كان متوقعًا.
وما يزيد احتمالية اندلاع مظاهرات جديدة، ما حدث سابقًا، عند ما دعا رئيس الوزراء الباكستاني السابق، بعد الإفراج عنه بكفالة في مايو الماضي، إلى مظاهرات جديدة في البلاد، إذ خرج "خان" ليلقى خطابًا أمام أنصاره من منزله في لاهور (شمال شرقي البلاد)، وقال فيه: "لا يمكن الحصول على الحرية بسهولة؛ ينبغي انتزاعها، ينبغي التضحية من أجلها".
ونظّم أنصار "خان" عدة مظاهرات، آخرها قبل 4 أيام، واعتقلت الشرطة، بعضًا منهم، إلا أن المظاهرات لم تكن كالمرة السابقة، التي اعتقل فيها عمران خان في مايو الماضي، وعلى أثرها اندلعت الاحتجاجات في الشوارع من بيشاور إلى كراتشي، وأحرقت بعض المباني، وانتشر الجيش في الشوارع،وذلك لشدة عنف الاحتجاجات في عدة مناطق، إذ اقتحم متظاهرون منزل القائد العسكري للاهور، وأغلقوا بوابات الدخول لمقر قيادة الجيش في روالبندي، ما أدى لاندلاع مواجهات، استخدمت فيها الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه ضد المتظاهرين.
كما أغلق متظاهرون، بعض الطرق المؤدية إلى العاصمة إسلام آباد، وكشف مسؤولون أن 130 ضابطًا ومسؤولًا أصيبوا في أعمال العنف، وتم القبض على مئات المتظاهرين، إلا أن المظاهرات التي اندلعت أخيرًا حين اعتقل هذه المرة لم تندلع بالقدر نفسه، ولم تنجح دعوته للاحتجاجات السلمية، وحتى بعد حثّه الناس على عدم الجلوس صامتين.
ما الذي يعزّز شعبية عمران خان؟
ما يعزّز شعبية "خان"، أنه عندما وصل إلى رئاسة الحكومة، تمكنت الطبقة الفقيرة وأساتذة الجامعات والمثقفين من الوصول إلى البرلمان والمناصب التنفيذية، ما ساهم في كسر النظام الطبقي بالبلاد، وعرفت ولاية خان بالزخم في الأعمال الخيرية والإنسانية، وهو ما عزّز شعبيته، إذ أنشأ المستشفيات والجامعات، وساعد الشباب، وهو ما ينبئ بخطر انزلاق باكستان نحو الفوضى والعنف بعد اعتقاله اليوم، بحسب وكالة "مونت كارلو الدولية".
وقالت وكالة "مونت كارلو"، إن هناك خطرًا من إمكانية نشوب صراع بين المؤسسة العسكرية والتيار الشعبي المؤيد لرئيس الوزراء السابق، خاصة في ظل العلاقة المعروفة بالتوتر بين خان والمؤسسة العسكرية، إذ حاول تقليص ميزانية الجيش، كما أنه اتهمها بإسقاطه والإطاحة به، ودعا الشعب إلى الاحتجاج والمطالبة بانتخابات مبكرة.