أدت الحرب على غزة، إلى أزمة في العلاقات الاجتماعية بين قاطني مدينة اللد من العرب "المسلمين" واليهود، إذ يسيطر الخوف على شوارع البلدة المتواضعة ويخشى سكانها سواء العرب أو اليهود مغادرة منازلهم ليلًا.
وبات التوتر في اللد -التي يسكنها 80 ألف نسمة وتقع على مسافة 16 كلم جنوب شرق مدينة يافا وخمسة كيلومترات شمال شرق الرملة- واضحا، إذ يُغلق المسجد بواباته المعدنية في غير أوقات الصلاة وكذلك الحال بالنسبة للمجمع والكنيسة. الجميع في البلدة، التي تضم يهودًا عربًا وإسرائيليين، يدركون تمامًا ما يمكن أن يحدث إذا خرج الغضب والخوف والحزن المتزايد بين الطائفتين بسبب الحرب على غزة، عن السيطرة.
وتعتبر اللد نقطة اشتعال منذ مايو 2021 كموقع لبعض أسوأ أعمال العنف بين المجتمعات منذ عقود، وتوفي اثنان –عربي وإسرائيلي– وسط أعمال شغب واحتجاجات شارك فيها شباب عرب محليون ويهود من خارج المدينة، وكذلك البعض من الداخل.
ولدى مدينة اللد، أسباب خاصة للقلق متجذرة في تاريخها المضطرب. فخلال الحروب المحيطة بتأسيس إسرائيل في عام 1948، تم إخلاء البلدة بالقوة من قبل قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، ما أسفر عن استشهاد مئات المدنيين، ثم أصبحت موطنًا للمهاجرين اليهود.
عنف ضد العرب
ومنذ هجمات 7 أكتوبر على قطاع غزة، تم اعتقال سلسلة من العرب الإسرائيليين البارزين، فيما وصفه قادة المجتمع المحلي بأنه مناخ جديد من الخوف. واحتجزت الشرطة مطربًا معروفًا بعد أن كتب عبارة "لا غالب إلا الله"، إلى جانب العلم الفلسطيني على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كما تم احتجاز زعماء سياسيين بعد التخطيط لاحتجاج مناهض للحرب.
وأفاد العديد من العرب الإسرائيليين أنهم طُردوا من وظائفهم أو تجنبوا الالتحاق بالجامعات، كما كشف استطلاع للرأي أجري في نوفمبر أن 10% من العرب الإسرائيليين لديهم حوادث شخصية مع التحرش.
وفي هذا الشهر، ألقي القبض على طالب جامعي في مدينة حيفا لنشره علمًا فلسطينيًا إلى جانب صورة طلاب إسرائيليين مسلحين. وقالت فداء الشهادة (40 عاما): الناشطة الاجتماعية التي كافحت لسنوات لبناء الروابط بين المجتمعات المنقسمة: "نحن خائفون من الشرطة.. يبدو الأمر كما لو أنهم لا يفهمون أن هناك حماس ومن ثم هناك مدنيون، أو أن لدينا عائلات في غزة ليست من حماس، وفقًا لصحيفة "ذا جارديان" البريطانية.
وذكرت "شهادة" إنه في الأسابيع الأولى بعد 7 أكتوبر، أغلقت نقاط تفتيش الشرطة الطرق في اللد، وقامت قوة جديدة ومدججة بالسلاح من الدفاع المدني، والتي لم تضم أي عرب من المدينة، كما انتشرت لافتات تقول: "بلدية اللد تحيي قوات الأمن"، و"معًا سننتصر"، و"يحيا شعب إسرائيل".