في قاعة دراسية بجامعة "حيفا" نهاية ديسمبر المنقضي، ظهر الطالب يتسحاق كوهين، الذي يبلغ من العمر 28 عامًا، وهو عسكري احتياط عاد حديثًا من المشاركة في حرب غزة، يحمل بندقيته الهجومية من طراز "تافور" بدلًا من حقيبة كتبه الدراسية، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وفي ديسمبر الماضي، كانت طالبتان ترتديان زي الجيش، وتحملان بنادق M16 على كتفيهما، وتحملان مهمات عسكرية داخل الجامعة ذاتها.
وبعد مضي نحو ثلاثة أشهر على اندلاع الحرب التي أجلت تواريخ بدء الدراسة بالجامعات، عاد الطلاب في 31 ديسمبر إلى الحرم الجامعي في إسرائيل. ووسط التوترات المعتادة في اليوم الأول، كان الطلاب وأعضاء هيئة التدريس قلقين بشكل إضافي حيال استئناف الدروس خلال حرب أربكت البلاد واليهود والعرب على حد سواء.
وفي جامعة حيفا، التي يتجاوز عدد الطلاب بها أكثر من 40% من الطلاب، تتضاعف هذه التوترات. للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب، التقى الطلاب اليهود - بعضهم قضى الأشهر السابقة في القتال في غزة أو فقدوا أصدقاء وأفراد عائلة خلال الحرب التي بدأت 7 أكتوبر - بالطلاب العرب، الذين فقد بعضهم أقاربهم في غزة أو تعرضوا للاستهداف والتكميم على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب آرائهم حول الحرب.
وعلى الرغم من أن القتال في غزة يبعد عن الجامعة بمسافة تقارب 100 ميل، إلا أن أفكار الحرب لا تفارق الأذهان. إذ يحضر نحو 1500 طالب – تم استدعاؤهم للجيش - الجامعة، برفقة بنادقهم شبه الآلية إلى الصفوف الدراسية.
من جانبه، قال رئيس الجامعة، رون روبن: "نحن نبذل قصارى جهدنا للتواصل مع طلابنا وتخفيف المخاوف التي يشعرون بها". ويتضمن ذلك عقد مجموعات تركيز بهدف قياس مشاعر الطلاب قبل بداية الفصل الدراسي، ومناقشة الأساتذة العرب واليهود مع الطلاب وبعضهم البعض حول أهمية التنوع والاندماج، بالإضافة إلى عقد المزيد من الاجتماعات عبر الإنترنت.
ومع ذلك، تستمر المخاوف. فأكثر من 50% من الطلاب اليهود والعرب في جميع أنحاء البلاد يخشون الجلوس في فصل واحد، في حين يفكر غالبية العرب في عدم العودة إلى الحرم الجامعي على الإطلاق، وفقًا لاستطلاع أجري في نوفمبر من قبل مركز "أكورد"، وهي جمعية غير ربحية تركز على العلاقات العرقية في إسرائيل.