يبدو أن إسرائيل تنشغل بتحضيرات دقيقة تحسبًا لتصاعد الأوضاع الأمنية في المنطقة، إذ أفادت تقارير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية أرسلت للبعثات الدبلوماسية الأجنبية الموجودة على أراضيها تستفسر عن بعض التدابير التي دعت البعثات للقلق، وتشير الصحيفة إلى أن الهدف من هذه الاستفسارات جمع معلومات حول الاستعدادات لحالة تصعيد أمني محتمل، في ظل تصاعد التوترات على حدودها ومخاوف من تحول الوضع في غزة إلى صراع أوسع.
مولدات الكهرباء وهواتف الأقمار الصناعية
وفي هذا السياق، أشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في رسالتها إلى رؤساء البعثات الدبلوماسية لضرورة جمع معلومات حول توفر مولدات الكهرباء والهواتف التي تعمل بواسطة الأقمار الصناعية، كما استفسرت عن مدى استمرار البعثات في العمل بخزانات الوقود ممتلئة، وأن هذه الإجراءات تعكس قلقًا واضحًا من احتمالية انقطاع التيار الكهربائي في حالة تصاعد الأوضاع الأمنية، بحسب ما أوضحت الصحفية.
قلق دبلوماسي وتباين الآراء
يشعر الدبلوماسيون في إسرائيل بقلق بالغ إزاء الوضع على حدودها المشتركة مع لبنان، إذ تصاعدت التوترات والقصف المتبادل عبر الحدود بين القوات الإسرائيلية وحزب الله، في الأسابيع الأخيرة.
ولم تخل رسالة الخارجية الإسرائيلية من التأثير على الدبلوماسيين، إذ تساءل البعض عن هدف الرسالة وما إذا كانت محاولة لضغط الدول على لبنان.
وقال أحد الدبلوماسيين: "إذا كنت تعتقد حقًا أنه سيكون هناك تصعيد، فستطرح أكثر من هذين السؤالين".
لكن آخرين قالوا إنهم يشكون في أن يكون المقصود من الاتصال دفع الدبلوماسيين إلى الضغط على لبنان، ونقلت الصحيفة عن أحدهم: "بالتأكيد، إنه أمر غير عادي. إنه ليس شيئًا تراه كل يوم".
فيما قال دبلوماسي آخر: "لا أعتقد أنه من الصواب قراءة الكثير في هذا الأمر"، مضيفًا: "إذا أرادت إسرائيل منا التحدث إلى لبنان، فمن الطبيعي أن يخبرونا بذلك. إنهم صريحون".
ويظهر التباين في التفسيرات داخل الساحة الدبلوماسية الإسرائيلية.
تبرير إسرائيلي للاستفسارات
بدورها، قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، إنها "نصحت جميع البعثات الأجنبية في إسرائيل بالاستعداد لانقطاع التيار الكهربائي المحتمل"، بناءً على طلب مديرية الطوارئ الوطنية "كجزء من استعدادات على مستوى الدولة للظروف القصوى التي قد تنشأ"، مشيرة إلى أن "هذا إجراء روتيني شائع في مثل هذه المواقف".
ومنذ اندلاع عملية طوفان الأقصى، تصاعدت التوترات في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وتبادلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار مع حزب الله في لبنان، في حين أطلق المسلحون الحوثيون باليمن صواريخ على إسرائيل واستهدفوا السفن في البحر الأحمر.