تواصل إسرائيل استراتيجيتها المتمثلة في عدم التوقف عن حربها ضد المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة، وعلى الرغم من الغضب العالمي إزاء العدد الهائل من القتلى المدنيين، إلا أن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء، تعهد بمواصلة الحرب من أجل تحقيق "النصر الكامل" وتحرير المحتجزين، لكن يبدو أن هناك مصلحة ما وراء هذا التعنت.
ودخلت الحرب الهمجية الإسرائيلية على قطاع غزة شهرها الرابع، مُخلفة وراءها أكثر من 25 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، وما يزيد على 60 ألف جريح، بجانب تشريد غالبية سكان القطاع وعددهم مليوني شخص، وإجبارهم على إخلاء منازلهم والنزوح داخليًا في 20% فقط من الأراضي، في واحدة من أكبر موجات النزوح العالمية.
ضم غزة
وترى إسرائيل، وفقًا لوكالة سبوتنيك الروسية الناطقة بالإنجليزية، مصلحة اقتصادية حقيقية في غزة، وهذا يفسر سبب احتدام الحملة العسكرية التي تشنها على القطاع المحاصر، بغض النظر عن مدى الغضب العالمي.
ونقلت الوكالة عن محلل سابق في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تأكيده أن تصريح نتنياهو حول عدم نيتهم مغادرة غزة، يكشف خبايها الرئيسية في السيطرة على القطاع، الذي وصفه بأنه من المحتمل أن يكون جزءًا من إسرائيل، ما لم يتم مواجهتها من قبل المدافعين عن الحقوق الفلسطينية، الذين يعملون على إنهاء الإبادة الجماعية التي تحدث في القطاع المحاصر.
مصلحة اقتصادية
تسعى إسرائيل - وفقًا للمسؤول الاستخباراتي - إلى حماية حقوقها في المياه الإقليمية، وكما يعلم الجميع فإن غزة غنية جدًا بمخزونات الغاز، وهذا الأمر يعد بالغ الأهمية بالنسبة لإسرائيل، التي تزعم دومًا ملكيتها الوحيدة لتلك المياه الإقليمية.
وتساءل المحلل العسكري عن سبب اختفاء هذا الموضوع عن الصحافة العالمية والإسرائيلية أيضًا؟، مُطالبًا بالنظر إلى تصميم خط أنابيب شرق البحر الأبيض، الذي سيسمح لدولة الاحتلال بتصدير الغاز الطبيعي الذي استولت عليه بالقوة العسكرية من الفلسطينيين في غزة، إلى أيطاليا وأماكن أخرى في الاتحاد الأوروبي.
دعم أمريكي
تعمل أمريكا من خلال دعمها القوي لإسرائيل في الحرب، بغض النظر عن الخلاف الأخير حول قيام دولة فلسطينية من عدمه، على تمكينها من ذلك، ولفت عضو "السي أي إيه" السابق، إلى أن الإدارة الأمريكية تتجاوز الكونجرس أحيانًا من أجل تقديم الدعم اللوجستي والسياسي والعسكري لحليفها في الشرق الأوسط.
الإبادة الجماعية
حول مستقبل الحرب في القطاع، وماذا يمكن أن تفعل إسرائيل، فأكد المحلل العسكري أن ذلك يعتمد على نتيجة الإبادة الجماعية التي يمارسها جيش الاحتلال في قطاع غزة، سواء سمحت لها أمريكا بالاستمرار أو أوقفت دعمها لإسرائيل حتى يتوقف القتل الممنهج.
واعتبر أن الإبادة الجماعية لن تعطي إسرائيل "أمنًا إضافيًا" لفترة من الوقت فحسب، بل ستستفيد أيضًا من الحصول على مُطالبة أفضل أو مُطالبة شبه قانونية بالمياه الإقليمية الواقعة قبالة سواحل غزة.
مستنقع دموي
يذكر أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يكثف ضرباته على مدينة خان يونس، وحوّله إلى مستنقع دموي مع تزايد أعداد الشهداء يومًيا بلا هوادة، ولم يتوصل الطرفان بعد إلى أي اتفاق قابل للتطبيق بشأن وقف إطلاق النار، أو إطلاق سراح باقي المحتجزين الإسرائيليين.