الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بين بوتين وترامب.. حرب كوريا الشمالية القادمة مستبعدة أم وشيكة؟

  • مشاركة :
post-title
الزعيم الكوري الشمالي - كيم جونج أون

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

تُصعِد كوريا الشمالية من مواجهتها مع الولايات المتحدة وحلفائها، لكن مسؤولين في واشنطن وسول يقولون إنهم لم يرصدوا أي مؤشرات على أن بيونج يانج تعتزم القيام بعمل عسكري وشيك.

ويقول مسؤولون ومحللون إن حكومة كيم جونج أون من المرجح أن تستمر أو حتى تزيد من الخطوات الاستفزازية، بعد أن حققت خطوات واسعة في تطوير الصواريخ الباليستية، وعززت التعاون مع روسيا وألغت هدفها المستمر منذ عقود، المتمثل في إعادة الوحدة سلميًا مع كوريا الجنوبية.

"لا نتوقع الحرب"

وبحسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن مسؤولين في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية لا يشعرون بوجود حرب تلوح في الأفق.

وقال مسؤول أمريكي: "بينما لا نرى مؤشرات على تهديد عسكري مباشر في هذا الوقت، نواصل مراقبة مخاطر اتخاذ كوريا الشمالية إجراء عسكري ضد جارتها الجنوبية واليابان".

ورفض شين وون سيك، وزير الدفاع الكوري الجنوبي، هذا الشهر ما وصفه بـ"مبالغة زائدة"، ادعاءات بعض الخبراء الأمريكيين بأن احتمالية نشوب حرب في شبه الجزيرة الكورية هي الأعلى منذ الحرب الكورية، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار في عام 1953 - ما ترك الشمال والجنوب لا يزالان في حالة حرب فنيًا.

وقال "شين" لمحطة إذاعية، إن مثل هذه الحجج تلعب في صالح الحرب النفسية التي تشنها كوريا الشمالية.

قال سيدني سايلر، الذي تقاعد كمسؤول استخباراتي وطني لكوريا الشمالية في المجلس الوطني للاستخبارات الأمريكي: "أستطيع أن أطمئن بشكل كبير إلى أننا لا نتوقع الحرب. كوريا الشمالية ليست مستعدة لذلك. ليست في وضع يسمح لها بذلك".

عودة ترامب

وفيما يزيد من عدم اليقين في التوقعات، يتصدر دونالد ترامب استطلاعات الرأي ضد الرئيس الأمريكي جو بايدن قبل مواجهة محتملة في انتخابات نوفمبر، وكرئيس، هدد ترامب بسحب القوات الأمريكية من كوريا الجنوبية، وشارك في حرب أعصاب نارية ودبلوماسية غير مسبوقة مع كيم، قائلًا في مرة من المرات: "لقد وقعنا في الحب" بعد تبادلهما الرسائل.

ونفى ترامب تقريرًا يقول إنه إذا انتُخب مرة أخرى، سينظر في صفقة مع كيم تسمح لكوريا الشمالية بالاحتفاظ بأسلحتها النووية مقابل تقديم حوافز مالية لها لوقف صنع القنابل.

وسيواجه من يحتل البيت الأبيض، العام المقبل، بيونج يانج المتشجعة بترسانتها الباليستية والنووية التي لم تواجه أي عقبات، والدعم المتزايد من روسيا والصين الذي شق نظام العقوبات الدولية الهش ضد بيونح يانج.

وتزيد كوريا الشمالية الضغط على الحلفاء حول الانتخابات البرلمانية الكورية الجنوبية في أبريل، وكذلك الاقتراع الأمريكي، كما اعترف "شين".

وقال وزير الدفاع الكوري الجنوبي لوكالة أنباء "يونهاب"، إنه "قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية، تحاول الشمال تغيير التوازن الاستراتيجي لصالحها بإجراءات استفزازية عالية الشدة، مثل إطلاق أقمار اصطناعية تجسسية وصواريخ باليستية عابرة للقارات أو اختبار نووي سابع، بهدف التأثير على سحب السياسات الصارمة تجاه كوريا الشمالية".

دعم روسيا

وتقول شبكة "بلومبرج" الأمريكية، إن مبيعات بيونج يانج للصواريخ الباليستية وقذائف المدفعية وغيرها من المعدات العسكرية لدعم الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا تشكل هزة للاقتصاد الذي ظل معزولًا لفترة طويلة بسبب العقوبات الدولية، وهو ما قد يعيق إعلان الحرب ضد أمريكا وحلفائها.

ومع اقتراب الحرب الروسية الأوكرانية من عامها الثالث، تُظهر صور الأقمار الصناعية منذ أكتوبر تدفقًا ثابتًا للتجارة بين كوريا الشمالية وروسيا، التي تشير تقديرات كوريا الجنوبية إلى أنها تشمل أكثر من مليوني طلقة مدفعية والعديد من الصواريخ الباليستية.

ويمكن أن تبلغ قيمة الصواريخ الباليستية عدة ملايين من الدولارات وربما تحتاج روسيا إلى شراء قاذفات للأنظمة الكورية الشمالية، وبما أن تكلفة قذائف المدفعية عيار 155 ملم التي تستخدمها دول الناتو تبلغ الآن نحو 3000 إلى 4000 دولار لكل منها، فإن القيمة الإجمالية للذخائر المرسلة من كوريا الشمالية إلى موسكو حتى الآن يمكن أن تصل إلى مليارات الدولارات، وهو رقم ضخم بالنسبة لاقتصاد بيونج يانج، إذ يرتبط البنك المركزي الكوري بنحو 24.5 مليار دولار في عام 2022.