قدمت بريطانيا صورًا تم التقاطها عبر الأقمار الصناعية لشحنات بضائع من كوريا الشمالية متجهة إلى روسيا، إلى لجنة من خبراء الأمم المتحدة، كجزء من محاولة لبدء تحقيق رسمي في صفقات الأسلحة، التي تجرى بين البلدين انتهاكًا للعقوبات الدولية.
وتواجه كوريا الشمالية، اتهامات بتزويد روسيا بصواريخ باليستية ومئات الآلاف من القذائف المدفعية، منذ أن التقى فلاديمير بوتين نظيره كيم جونج أون في أقصى شرق روسيا، سبتمبر الماضي.
يأتي الاتهام الجديد وسط تقارير عن زيارة مرتقبة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى كوريا الشمالية في وقت قريب، تلبية لدعوة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، خلال زيارته النادرة للقاء بوتين في أقصى شرق روسيا، سبتمبر الماضي.
ويبدو أن العلاقات الثنائية بين كوريا الشمالية وروسيا آخذة في التوسع، إذ التقى الرئيس الروسي، تشوي سون هوي، وزير خارجية كوريا الشمالية، في الكرملين هذا الأسبوع، ضمن زيارته التي استمرت 5 أيام، ناقشا فيها مواصلة تطوير العلاقات بما في ذلك "الحساسة"، بحسب المتحدث باسم الكرملين.
وأظهر تقرير غير منشور للمخابرات البريطانية، صورًا تم التقاطها في الفترة بين سبتمبر وديسمبر، لثلاث سفن روسية، تقوم بتحميل حاويات من ميناء ناجين في كوريا الشمالية، قبل عبورها إلى الموانئ الروسية، بحسب "الجارديان".
وبينما لم تستطع المخابرات تحديد محتويات الحاويات، أعلنت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي، أن روسيا استخدمت صواريخ باليستية من كوريا الشمالية في أوكرانيا، الأسبوع الماضي.
وتعليقًا على الحادث، قال دبلوماسي في الأمم المتحدة، إن استخدام روسيا لأسلحة كورية في أوكرانيا يعد انتهاكًا للعديد من قرارات مجلس الأمن، ويقوض الجهود الدولية لمنع انتشار الأسلحة النووية، ويكشف مدى "اليأس" الذي وصلت إليه روسيا.
وأوضح أن هذا الدليل وغيره يجب أن يتم تقديمهم إلى لجنة العقوبات التابعة للأمم المتحدة لإجراء تحقيق كامل في الانتهاك الصارخ لروسيا وكوريا الشمالية للعقوبات الدولية.
وقدمت الولايات المتحدة ودول أخرى، التقرير إلى لجنة خبراء الأمم المتحدة المعنية بانتشار الأسلحة النووية في كوريا الشمالية، التي من المتوقع أن تنشر أول تقرير نهائي لها منذ الزيادة الحادة في شحنات الذخيرة المشتبه فيها إلى روسيا، الشهر المقبل.
وأوضح تقرير "الجارديان"، أن السفن "مايا" و"أنجارا" و"ماريا"، التي وردت في التقرير، خضعت لعقوبات من قبل الحكومة الأمريكية في 2022، بسبب صلتها بشركة الشحن التابعة لوزارة الدفاع الورسية "Oboronlogicika"، التي شاركت في استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم.
وأظهر تقرير حديث صادر عن مركز أبحاث المعهد الملكي للخدمات المتحدة، نموًا في عمليات الشحن من بيونج يانج لموسكو، فيما يعكس بدء روسيا في شحن الذخائر الكورية الشمالية على نطاق واسع.
وبحسب "الجارديان"، تم الاستشهاد بهذه الشحنات، على اعتبار أنها مكنت روسيا من شن ضربات عسكرية ضد أوكرانيا في ديسمبر ويناير، أسفرت عن مقتل العشرات من الأشخاص وإصابة مئات آخرين.
وقال ممثلو الادعاء في خاركيف، إن الأجزاء المشتبه فيها من صواريخ إسكندر المصنوعة في كوريا الشمالية وتم إرسالها لكييف لتحليلها، إن الصواريخ بها اختلافات طفيفة، حروف مرسومة باليد للأرقام التسلسلية، ومخروط عادم مختلف وفوهة مختلفة ولحام".
وبحسب بيان أصدره ثمانية أعضاء في مجلس الأمن، منهم بريطانيا وأمريكا، أن الهجمات الشنيعة تم تنفيذها "جزئيًا"، باستخدام صواريخ باليستية ومنصات إطلاقها تم شراؤها من كوريا الشمالية.
وأكد براناي فادي، كبير مديري الحد من الأسلحة في البيت الأبيض، أن التعاون العسكري بين موسكو وبيونج يانج "أمر مسبوق"، محذرًا من أن هذه المساعدات يمكن أن تقوض سياسة الردع النووي الأمريكية في كوريا الجنوبية واليابان.
وفي أكتوبر الماضي، قالت صحيفة "واشنطن بوست"، إن صورًا حديثة تم التقاطها بالأقمار الصناعية، أظهرت أن سفنًا روسية على صلة بشبكات نقل عسكري تسلمت شحنات من كوريا الشمالية، ونقلتها إلى روسيا عدة مرات خلال الشهرين الماضيين.
وتعهد بوتين في السابق بمساعدة كوريا الشمالية في بناء أقمار صناعية، وبالفعل تمكنت من إطلاق أول قمر صناعي للتجسس لها، نوفمبر، وزعمت كوريا الجنوبية أن روسيا ساعدت في بناء قمر التجسس الصناعي.