الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

خطة بولندية لتقليص الحوافز المالية للاجئين الأوكرانيين.. أم لتضييق الخناق؟

  • مشاركة :
post-title
اللاجئون الأوكران - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

يتعامل العالم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية مع أكبر أزمة لجوء في أوروبا، منذ الحرب العالمية الثانية، إذ فر ملايين الأوكرانيين من بلادهم هربًا من القصف والدمار، وتحملت بولندا العبء الأكبر في استقبال هؤلاء اللاجئين وتوفير المأوى والرعاية لهم، لكنها في الوقت ذاته بدأت تواجه تحديات في إدارة أعداد اللاجئين المتزايدة، إذ تخطط وارسو لإدخال تعديلات على قواعد مساعدة اللاجئين الأوكرانيين، ويرى المسؤولون المحليون أن الكثير منهم يستفيدون من مزايا لا يستحقونها.

تفاصيل القواعد المقترحة

ومن المنتظر أن يتم تمديد نظام الحماية الخاصة للاجئين الأوكرانيين لمدة 6 أشهر إضافية، بعد انتهاء صلاحيته في أوائل مارس المقبل. وبعد ذلك، ستشهد قواعد المساعدة تغييرات جوهرية، فعلى سبيل المثال اقترحت مؤسسة لينا جروتشوسكا أن تشمل المساعدات طويلة الأجل فقط المرضى والمعاقين والمُعالين من المناطق الأكثر تضررًا، وفقًا لصحيفة "رزيكزبوسبوليتا" البولندية.

وأشار المقال أيضًا إلى أنه على الرغم من أن الحكومة البولندية قدمت لائحة في الربيع الماضي، تنص على أن الأوكرانيين الذين يعيشون في الملاجئ لفترة أطول يجب أن يدفعوا جزئيًا مقابل الطعام والإقامة، إلا أنه لم يتم تطبيقها.

ويتم تجاهلها فعليًا لأن الأطفال والمعوقين وأولياء أمورهم، وكذلك الآباء الوحيدين الذين لديهم ثلاثة أطفال على الأقل معفون من تحمل هذه التكاليف، وبدلًا من ذلك، طُلب من المسؤولين البولنديين التعامل مع مسألة المدفوعات "بطريقة إنسانية"، حسبما أفادت "رزيكزبوسبوليتا"، ونتيجة لذلك، يكاد يكون من المستحيل التحقق من الوضع المالي للاجئين، إذ ينتهي الأمر بعدد قليل للغاية من الأوكرانيين إلى دفع الرسوم.

آراء مختلفة

في حين طالبت مؤسسة جروتشوسكا بتقديم مساعدات طويلة المدى فقط للحالات الإنسانية، فإن السلطات تدرس تطبيق رسوم جزئية أو كلية على باقي اللاجئين، وتبرر المؤسسة موقفها بأنها تحاول تشجيع اللاجئين على العمل وتجنب غرس عقلية الاتكالية لديهم.

ويحق للأوكرانيين المقيمين بشكل قانوني في بولندا الحصول على الغذاء والمأوى، إذ تحصل العائلات على راتب شهري قدره 123 دولارًا لطفلها الثاني ولكل طفل إضافي، ويمكنهم أيضًا الحصول على دفعة لمرة واحدة قدرها 75 دولارًا بالإضافة إلى مبلغ مقطوع قدره 3000 دولار للمولود الجديد، من بين مزايا أخرى.

ومع ذلك، شددت الحكومة البولندية القواعد، مارس 2023، ما سمح للاجئين بالعيش في سكن مؤقت مجانًا لمدة 120 يومًا فقط من لحظة وصولهم إلى البلاد، بعد ذلك، يتعين عليهم تغطية 50% من تكاليف معيشتهم، لكن ليس أكثر من 10 دولارات في اليوم، وبعد 180 يومًا - 75% (لا يزيد على 15 دولارًا).

وبدءًا من أواخر عام 2023، كان هناك ما يقرب من مليون لاجئ أوكراني مسجلين كمقيمين في بولندا، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة، ومع ذلك، وفقًا للمسؤولين المحليين، يعيش حاليًا ما يزيد قليلًا على 40 ألف أوكراني في المراكز التي تمولها الدولة.

الاتحاد الأوروبي واللاجئون

نشط الاتحاد الأوروبي توجيه الحماية المؤقتة للاجئين الأوكران، مارس 2022، عقب اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، ويتم تسجيل أكثر من 4.2 مليون لاجئ أوكراني حاليًا للحصول على حماية مؤقتة تمكنهم من الوصول القانوني إلى الإقامة والعمل والفوائد الاجتماعية في دول الاتحاد الأوروبي.

وفي أكتوبر 2023، مدد الاتحاد الأوروبي الوثيقة القانونية المتعلقة بالحماية المؤقتة حتى مارس 2025، إذ أشارت نيكول دي مور، وزيرة الدولة لشؤون اللجوء والهجرة البلجيكية، إلى أن الاتحاد يدرس سيناريوهات مختلفة على الأرض وسيقدم الحماية حسب الحاجة، بحسب ما أشارت صحيفة كييف إندبندنت الأوكرانية.

وفي عام 2022، أنفقت بولندا حوالي 8.36 مليار يورو على اللاجئين الأوكرانيين لعام 2022، وفقًا لتوقعات الهجرة لعام 2022 الصادرة عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي استشهدت بها الحكومة البولندية.

وهكذا أنفقت بولندا أكبر قدر من المال على اللاجئين الأوكرانيين، حيث بلغ مجموع الأموال ثلث الإنفاق الإجمالي من قبل جميع البلدان في التقرير، حسبما يشير تقرير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

نظرًا لأنها استقبلت أكبر عدد من اللاجئين الأوكرانيين، تلقت بولندا 123 مليون يورو في إطار صندوق اللجوء والهجرة والاندماج (AMIF).