تفقد بولندا أعدادًا كبيرة من اللاجئين الأوكرانيين من قوة عملها، مع سفرهم إلى ألمانيا للبحث عن أجور أعلى ومزايا اجتماعية في الاقتصاد الغني في غرب أوروبا. وعلى الرغم من أن اللاجئين ليسوا مهاجرين اقتصاديين، فإنهم يتولون المزيد من الأعمال مع استمرار الحرب في أوكرانيا لأكثر من عام ونصف العام. حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية للأنباء.
ووفقًا لتقرير أجراه مركز دراسات شرق أوروبا في جامعة وارسو، فإن مكان اختيارهم للعيش يؤثر على أسواق العمل في الدول الأوروبية، التي تحتاج بشدة إلى العمال وتواجه انخفاضات سكانية؛ بسبب انخفاض معدلات المواليد.
وقالت ميشالينا سيلفيتش، مديرة التنمية الاقتصادية لشركة "EWL"، وهي وكالة توظيف نفذت البحث بالتعاون مع مركز دراسات شرق أوروبا في جامعة وارسو، "لم تعد بولندا خيارهم الأول بعد الآن.. يجب أن نقلق".
لا يلبون الاحتياجات
قال أندرز كوبسياك، أستاذ في المعهد الاقتصادي البولندي، إن أكبر طلب على العمال في بولندا وغيرها من البلدان في المنطقة هو في مجالات التصنيع والبناء والخدمات اللوجستية. مضيفًا، أن هذه هي الوظائف التي يقوم بها عادة الرجال، بينما معظم اللاجئين الأوكرانيين هم نساء. وتابع، "نحتاج إلى رجال ولكن نحصل على نساء لاجئات لسن مهاجرات اقتصاديات، إنهن لاجئات.. هذا نوع مختلف من الهجرة.. إنهن يبحثن عن مكان للعيش، لا للعمل"، بحسب الوكالة الأمريكية.
الهجرة إلى ألمانيا
حاولت الدراسة فهم سبب انخفاض عدد اللاجئين الأوكرانيين في بولندا، وهي المحطة الأولى لكثير منهم، منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير 2022، وسبب زيادة عددهم في ألمانيا. فخلال أشهر الحرب الأولى، استضافت بولندا عددًا أكبر من اللاجئين الأوكرانيين من أي بلد آخر. ولكن تغير ذلك، وفقًا لإحصاءات الاتحاد الأوروبي، كان هناك 1.1 مليون مواطن أوكراني مسجل في ألمانيا في نهاية يونيو، مقارنة بـ 957 ألفًا في بولندا. وهذا يعادل انخفاض أكثر من 350 ألفًا في بولندا منذ أغسطس 2022، في حين ارتفع العدد بأكثر من 400 ألف في ألمانيا.
ومن بين الـ350 ألفًا الذين غادروا بولندا، ذهب 150 ألفًا إلى ألمانيا، وفقًا للتقرير، الذي يحمل عنوان "من بولندا إلى ألمانيا، اتجاهات جديدة في هجرة اللاجئين الأوكرانيين".
مزايا خاصة
ووجدت الدراسة أن شبكة متطورة من الأوكرانيين في ألمانيا هي عامل في تحول الهجرة، حيث يساعد الأشخاص المستقرون هناك أصدقاءهم ومعارفهم على اتخاذ الخطوة، وأعطى الأوكرانيون الذين شاركوا في الدراسة أسبابًا أخرى لاختيار ألمانيا، بما في ذلك الأجور الأعلى، والمزايا الاجتماعية الأعلى للاجئين والخدمات الطبية الأفضل.
تعلم الألمانية إلزامي
وأشارت الدراسة أيضًا إلى فصول التعلم الإلزامية للغة الألمانية التي تنظمها الحكومة للاجئين، كعامل مهم ساعد الأوكرانيين على دمجهم في المجتمع وإيجاد طريقهم في سوق العمل. وفي المقابل، تقدم الحكومة البولندية، تدريبًا مجانيًا على اللغة للاجئين ولكنه ليس إلزاميًا، والنتيجة هي أن الأوكرانيين يتكاملون بشكل أفضل مع المجتمع الألماني عن المجتمع البولندي، وفقًا للاستنتاجات التي توصل إليها التقرير.