الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

التجنيد الإلزامي في تايوان يدخل حيز التنفيذ وسط تصاعد التوترات مع الصين

  • مشاركة :
post-title
الجيش التايواني - أرشيفية

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

بدأت دفعة جديدة من المجندين العسكريين في تايوان الخدمة الإلزامية، يوم الخميس، بعد أن مددت الجزيرة مدة الخدمة العسكرية من أربعة أشهر إلى عام للرجال المولودين بعد عام 2005، وسط تصاعد التوترات مع الصين.

وأعلنت الرئيسة التايوانية المنتهية ولايتها تساي إنج ون تمديد المدة في أواخر عام 2022، قائلة إنها مستوحاة من الحرب الروسية الأوكرانية، ووصفت القرار بأنه "صعب للغاية". وقالت آنذاك: "طالما كانت تايوان قوية بما فيه الكفاية، فإنها ستكون موطنا للديمقراطية والحرية.. ولن تصبح ساحة معركة".

أزمة ديموغرافية

ومع استمرار تايوان في التكيف مع التحولات الديموغرافية - مثل شيخوخة السكان وانخفاض نسبة الذكور إلى الإناث - قد تحتاج السياسة الحالية للتجنيد الإلزامي لمدة عام للرجال إلى التمديد مزيدًا، حسب ما زعم خبيران في تايوان في مجلة ذا "ديبلومات".

وأظهر استطلاع أجرته المجلة أن غالبية الشعب التايواني وافقوا على أن توسيع التجنيد كان الخطوة الصحيحة - سواء لفترة أطول أو لإشراك النساء في الخدمة. وكان معظمهم من مؤيدي الحزب الديمقراطي التقدمي، بينما كان الذين يعارضون توسيع التجنيد أكثر ولاءً لبكين.

غضب صيني

وقد زادت الصين من أنشطتها العسكرية على طول مضيق تايوان على مدى السنوات الأربع الماضية – وكثفتها في الآونة الأخيرة قبيل الانتخابات الرئاسية المنصرمة بالجزيرة. ورفضت التفاوض مع الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان بشأن المحادثات عبر المضيق ووصفت الرئيس القادم، لاي تشينج تي، بأنه "انفصالي".

نتائج عكسية

وبحسب صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، فإن المثير للدهشة أن الصين – على الرغم من غضبها العارم من فوز لاي – لم تكثف من التدريبات العسكرية في مضيق تايوان بعد انتخاب الرئيس المناهض لها.

وقال بعض الخبراء لـ "بوليتيكو" من الممكن أن تكون بكين قد قررت أن مساعيها العسكرية قبل الانتخابات جاءت ضد مصلحتها.

وقال ليف ناتشمان، الأستاذ في جامعة تشينجتشي الوطنية في تايوان، إن "السلام الجليدي القائم حاليًا لا يزال مستدامًا للغاية "، مضيفًا أن الوضع الراهن بين الحكومة الصينية والحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم في تايوان "يحافظ على السلام". وفي تحليل منفصل، قال ناتشمان، إن بكين قد تختار اتخاذ خطوتها التالية بالقرب من تنصيب "لاي" في 20 مايو.

الاقتصاد العالمي في خطر

ولمواجهة التهديد الصيني، زادت تايوان ميزانيتها الدفاعية الوطنية بنسبة 15% تقريبًا في عام 2023 مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 19 مليار دولار، وفقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية. لكن هذا لا يزال أقل من عشر ميزانية الصين. وتعمل تايبيه أيضا على زيادة عدد أفراد الاحتياط، الذي يبلغ حاليًا أكثر من 1.6 مليون شخص.

وعلى الرغم من أن الجيش الصيني أقوى بلا شك، مع مليوني فرد نشط، فإن تهديد صراع باهظ الثمن قد يردع بكين ويدفعها إلى اتخاذ طريق مختلف غير عسكري لمحاولة تشديد قبضتها على تايوان، وفقًا للصحيفة البريطانية.

وتوقع تحليل لشبكة "بلومبرج" الأمريكية، أن غزو الصين لتايوان سيكلف اقتصاد العالم نحو 10 تريليونات دولار - 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.