بينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لضمان فترة ولاية أخرى في منصبه، تعهدت العديد من شخصيات المعارضة الروسية بخوض المعركة الانتخابية ضده.
ويسعى معارضو الرئيس الروسي لتقديم دعمهم للسياسي الليبرالي "بوريس ناديجدين"، والذي كي يترشح في الانتخابات المقبلة في 17 مارس، يحتاج للحصول على 100 ألف توقيع من الناخبين من جميع أنحاء البلاد.
ويشير تقرير لوكالة يورونيوز (Euro news) إلى أن ناديجدين، الذي يبلغ من العمر 60 عامًا، هو شخص "غير معروف إلى حد كبير لعامة الناس، على الرغم من أنه كان نشطًا في السياسة الوطنية والإقليمية منذ أوائل التسعينيات، وعمل مع أحزاب مختلفة طوال حياته المهنية".
ولكن الآن، ناديجدين هو المرشح المحتمل الوحيد الذي يتحدث علنًا ضد العملية العسكرية التي تخوضها روسيا في أوكرانيا.
يقول التقرير: "هذا يتيح للروس الذين يتفقون معه الفرصة للتعبير عن موقفهم بشكل قانوني وآمن لأول مرة منذ الحرب، من خلال الوقوف في الطابور والتوقيع، وهو ما استفاد منه الكثيرون".
ضد الحرب
منذ فبراير 2022، تم اعتقال أكثر من 20 ألف شخص في الاحتجاجات المناهضة للحرب، حيث يحظر انتقاد "العملية العسكرية الخاصة" التي تديرها موسكو في أوكرانيا.
هكذا، تنقل الوكالة الأوروبية عن العديد من الأشخاص المصطفين خارج مكتب حملة ناديجدين في موسكو، قولهم إنهم يريدون معرفة ذوي التفكير المماثل الموجود هناك.
وتشير إلى أنه "حتى لو لم يتم قبول ناديجدين في السباق، فإن هذا يبرهن للمرة الأولى على أن العديد من الروس لا يؤيدون سياسات الكرملين".
وفي وقت سابق من هذا الشهر، تحدث ناديجدين بتفاؤل عن محاولته الرئاسية، قائلاً إن دعواته للسلام تحظى باهتمام متزايد وأنه تلقى تبرعات من آلاف الأشخاص.
وكان ناديجدين يلتقي بمجموعة من زوجات الجنود الذين طالبوا بتسريح أزواجهن من الخطوط الأمامية.
وانتقد ناديجدين قرار الحكومة بإبقائهم في صفوفهم طالما استمر القتال. وقال "البلاد تريد السلام. الأمر واضح وضوح الشمس، البلاد تريد أن ينتهي هذا. الناس يريدون إعادة الموجودين هناك".
ووفق تصريحات سابقة لشبكة NBC News، أوضح أنه يتفهم أن الانتخابات الروسية ستكون "انتخابات غريبة ولا خيار فيها"، لكنه أكد نيته الترشح، منتقدًا الحرب الروسية الأوكرانية، والعمل على فك التقويض المفروض على مؤسسات الدولة الروسية.
وردًا على التقارير التي تفيد بأن ناديجدين قد جمع بالفعل التوقيعات المطلوبة، قال السكرتير الصحفي للرئيس بوتين، ديمتري بيسكوف: "نحن لا نعتبره منافسًا على الإطلاق".
محاربة بوتين
تلفت الوكالة الأوروبية إلى أن ناديجدين قد ينجح في جمع التوقيعات اللازمة في أكثر من نصف مناطق روسيا بحلول 31 يناير. لكن لا أحد يعرف ما إذا كانت اللجنة المشرفة على الانتخابات سوف تقبل أوراقه أم لا.
ولا يمكن أن يتجاوز منافس بوتين المحتمل 2500 توقيع لكل منطقة، ما يعني أن ناديجدين يجب أن يحصل على الدعم الكافي في أربعين منطقة على الأقل.
وحتى لو نجح في ذلك، فلن يُعرف تأثيره حتى منتصف فبراير المقبل، وهو موعد دراسة الهيئة الانتخابية لجميع التوقيعات والمستندات المقدمة، إذا كان اسمه سيدرج على ورقة الاقتراع.
وفي ديسمبر الماضي، خسرت سياسية روسية أخرى، وهي "يكاترينا دونتسوفا"، التي تدعو إلى السلام في أوكرانيا، استئنافها ضد رفض مسؤولي الانتخابات قبول ترشيحها للسباق الرئاسي.
كانت دونتسوفا تروج لرؤيتها لروسيا "الإنسانية"، مشيرة إلى أنها "مستعدة للتعاون مع الجميع على مبدأ الاحترام".
وبعد خسارتها الاستئناف، قالت إنها ستبدأ العمل على إنشاء حزب سياسي خاص بها يدافع عن "السلام والحرية والديمقراطية".
ودعمًا للمرشحين المعارضين، قال زعيم المعارضة الروسية "أليكسي نافالني"، في بيان عبر الإنترنت تم نقله من خلف القضبان: "لن يشارك أحد غيرنا في هذه المعركة من أجل قلوب وعقول مواطنينا. نحن بحاجة إلى القيام بذلك والفوز".
كما أطلق ليونيد فولكوف، كبير الاستراتيجيين ورئيس أركان نافالني، وفريقه مشروعًا يسمى "آلة حملة نافالني".
وتقوم الحملة على التحدث إلى أكبر عدد ممكن من الروس، إما عبر الهاتف أو عبر الإنترنت، وإقناعهم "بالانقلاب على المرشحين الذين نكرههم"، كما قال نافالني نفسه في منشور على الإنترنت أعلن فيه عن ذلك المشروع في يونيو الماضي.