الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

واشنطن تركز شرقا.. عسكري بريطاني سابق: علينا "الاستعداد للحرب مع روسيا"

  • مشاركة :
post-title
حلفاء المملكة المتحدة لديهم شكوك حول قدرة بريطانيا القتالية

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

دعا عسكري بريطاني سابق، المملكة المتحدة وأوروبا إلى "إعادة التفكير في اعتمادها على الولايات المتحدة للمساعدة في أي دفاع مستقبلي ضد روسيا"، مُشيرًا إلى أن "تحسين أوضاع التجنيد، بالإضافة إلى الإنفاق الدفاعي، تُعد قضايا حاسمة بالنسبة لبريطانيا، لتصبح أكثر استقلالية خلال هذه الحقبة من عدم اليقين".

وكتب روبرت كلارك، المحارب القديم في الجيش البريطاني، في مقال نشرته صحيفة "التليجراف (The Telegraph)" أخيرًا، وحمل عنوان "على بريطانيا أن تستعد للحرب. فأمريكا لن تنقذنا هذه المرة"، يقول إن عصر "مكاسب السلام" قد انتهى.

وأشار إلى أن الرئيس الأمريكي الأسبق، جورج بوش الأب، ورئيسة الوزراء البريطانية الراحلة، مارجريت تاتشر، قد روّجا لهذا المصطلح بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، على افتراض أن المزيد من الأموال العامة أصبحت متاحة الآن لأغراض أخرى عندما ينخفض الإنفاق على الدفاع.

أوروبا وحيدة

في حديث عبر البريد الإلكتروني لمجلة "نيوزويك (Newsweek)" الأمريكية، قال "كلارك" إن أجيال الشباب في كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لا تنجذب إلى الشعور بالخدمة الوطنية أو السفر والمغامرة. لذلك يجب على حكومة عرض إغراءات لجذب المتطوعين للتجنيد، مثل الاستقرار المالي والتقدم الوظيفي وفرص الترقي داخل الجيش.

وأضاف: "إن زيادة الأجور بشكل أكبر عن وظائف القطاع العام الأخرى هو أمر لا بد منه."

كما دعا إلى زيادة القوات النظامية "وإلى جانب تحسين العرض المقدم للمتطوعين -وهو أمر بالغ الأهمية- يجب على القيادات السياسية أن تبدأ في التفكير ليس فقط فيما يتعلق بالتجنيد، ولكن أيضًا الاحتفاظ بهم، وهو أمر لا يقل أهمية".

وحذّر كلارك -وهو زميل معهد يوركتاون في واشنطن- في مقاله من أن روسيا يمكن أن تهاجم مولدوفا أو جورجيا بمجرد تحقيق "انتصار من نوع ما" في أوكرانيا. ومن هناك، يمكن لموسكو أن تتحرك ضد دول البلطيق.

وقال: "من المرجح أن تركز المصالح العسكرية الأمريكية -الحالية والمستقبلية- على الشرق الأوسط والمحيط الهادئ، تاركة أوروبا للدفاع عن نفسها".

وأضاف أنه "مع تحول مركز الثقل داخل عملية صنع القرار في واشنطن بشكل حاسم نحو الشرق، لمواجهة الصين في صراع طويل الأمد في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، فإن المزاج الصادر عن واشنطن هو أن أوروبا يجب أن تكون قادرة على رعاية شؤونها الأمنية الخاصة".

التهديد الوجودي

ليس كلارك وحده القلق من احتمالية نشوب حرب مع روسيا، فقبل أيام، قال روب باور، رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي، إن المدنيين في دول الناتو يجب أن يكونوا مستعدين لاحتمال نشوب حرب شاملة مع روسيا في السنوات العشرين المقبلة.

وكان الحلف، الخميس الماضي، قد أعلن إطلاق أكبر مناورة عسكرية له منذ أكثر من 35 عامًا.

ويشارك في المناورة الأضخم في العالم الغربي حوالي 90 ألف عسكري، فيما وصفه أحد مسؤولي التحالف بأنه "سيناريو محاكاة للصراع الناشئ".

في الوقت نفسه، يلفت العسكري البريطاني السابق إلى قدرة روسيا على إعادة التسلح والتصنيع.

وكان رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، قال في سبتمبر الماضي، إن روسيا تخطط لزيادة إنفاق الميزانية بنسبة كبيرة تصل إلى 25.8% إلى 36.6 تريليون روبل (383 مليار دولار) في عام 2024، مع توقع زيادات كبيرة في الإنفاق العسكري والاجتماعي قبل الانتخابات الرئاسية في مارس المقبل.

كما قال وزير الدفاع البريطاني، جرانت شابس، إن عام 2024 هو "نقطة انعطاف"، متوقعًا نشوب صراع عالمي بين الغرب وروسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية في غضون خمس سنوات. وفق تقرير لـ"رويترز."

ودعا "شابس" حلفاء بريطانيا إلى زيادة إنفاقهم العسكري؛ ردًا على ما يسمى بـ "التهديد الوجودي". مُتعهدًا بأنه سيزيد الإنفاق العسكري البريطاني بشكلٍ أكبر.

وفي أول خطاب له كوزير للدفاع، زعم شابس أن المملكة المتحدة قوة عسكرية عالمية رائدة، مُستشهدًا بميزانية الدفاع القياسية للبلاد البالغة 50 مليار جنيه إسترليني (63 مليار دولار)، والغارات الجوية الأخيرة على قوات الحوثيين في اليمن.

الدرجة الثانية

مع ذلك، فإن حلفاء المملكة المتحدة لديهم شكوك حول قدرة بريطانيا القتالية، فقبل أيام حذر بعض الجنرالات الأمريكيين من تراجع قوة الجيش البريطاني وانخفاض عدد القوات إلى مستويات قليلة "مما يلقي بظلال من الشك على القدرات القتالية للبلاد على تنفيذ المهام والتحديات الأمنية"، حسبما أفادت صحيفة "التايمز (The Times).

ويُشير التقرير الأمريكي إلى أن هذا الانخفاض قد يؤدي إلى تقليل القدرة القتالية للجيش البريطاني، إذا استمر الجيش في خسارة قواته بمعدله الحالي، فإن عدد الجنود النظاميين سينخفض إلى 67741 جنديًا بحلول عام 2026، وهو انخفاض بنسبة 40% منذ عام 2010، وأقل من قوات العمليات الخاصة الأمريكية.

وفي أوائل العام الماضي، أخبر جنرال أمريكي رفيع المستوى، رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، أن واشنطن تعتبر بريطانيا قوة عسكرية "بالكاد من الدرجة الثانية"، وفقًا لقناة "سكاي نيوز" البريطانية.

وذكرت القناة أن الجنرال الأمريكي أبلغ وزير الدفاع البريطاني بهذا الأمر "بشكل سري"، معتبرًا أن المملكة المتحدة أقرب في مكانتها عسكريًا إلى ألمانيا أو إيطاليا، بدلًا من قوى "من الدرجة الأولى" مثل الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو فرنسا.