تحل ذكرى الهولوكوست بعد غدٍ السبت-هي الإبادة الجماعية التي راح ضحيتها مئات الآلاف من اليهود فترة الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بسبب هويتهم العرقية والدينية على يد الحكم النازي في ألمانيا- في وقت تُواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي التهمة نفسها التي عانى منها اليهود من قبل، إذ تسببت في 111 يوم فقط، في سقوط أكثر من 25 ألف شهيد فلسطيني، أغلبهم من النساء والأطفال، فيما لا يزال أكثر من 8 آلاف مواطن في عداد المفقودين، تحت الركام وفي الطرقات، حيث لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وتحل الذكرى هذا العام (27 يناير من كل عام)، بعد يوم واحد، من حكم منتظر لمحكمة العدل الدولية، غدًا والذي تتهم فيه جنوب إفريقيا دولة الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق أهالي غزة.
إبادة جماعية بحق الفلسطينيين
وقالت جنوب إفريقيا، في مرافعتها أمام المحكمة، إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة، وطالبت محكمة العدل الدولية بتطبيق تدابير مؤقتة لحماية حقوق الفلسطينيين في غزة. ليواجه من ظن طول السنوات الماضية أنه "ضحية الإبادة الجماعية"، نفس التهمة المقيتة في ذكرى الهولوكوست.
فيما قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عدد شهداء غزة اقترب من 26 ألف شهيد، معظمهم من النساء والأطفال، فيما يقترب عدد المصابين من 65 ألفًا، إضافة لآلاف من الحالات التي لم يتم توثيقها بعد.
ويحرص اليهود على تضخيم العدد الذي مات في الهولوكوست، بما يصل إلى نحو 6 ملايين يهودي، فيما تشير تقارير إلى أنه لا يتجاوز 750 ألف شخص، فيما أظهرت نتائج استطلاع رأي في 2019، أن 5% من البريطانيين البالغين لا يصدقون أن النازيين قتلوا ملايين اليهود بطريقة ممنهجة، فيما يرى 8% من الجمهور البريطاني أن عدد الضحايا الذي نجم عن تلك الإبادة مبالغٌ فيه، بحسب صحيفة "إندبندنت".
ناجٍ من الهولوكوست يفضح الاحتلال
وهاجم الدكتور جابور ماتيه، الناجي من الهولوكوست دولة الاحتلال الإسرائيلي قائلًا: "أنا يهودي ناجٍ من الهولوكوست والصهيونية كانت مهمة جدًا بالنسبة لي كخلاص للشعب اليهودي".
وتابع: "كان ذلك حتى اكتشفت أن "إسرائيل" تأسست على الإبادة والتهجير، والمذابح المتعددة لأصحاب الأرض، وهذا لا يمكن إنكاره تاريخيًا، لم يكن أبدًا هناك "عيش مشترك"، بل قمع ومجازر مستمرة".
وأشار في تصريحاته مع "بيرس مورجان"، في برنامج "Uncensored"، إلى الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، إذ تواصل إسرائيل طرد الأهالي من بيوتهم، مؤكدًا أنه زار الأراضي المحتلة 3 مرات حتى الآن، وأنه بكى يوميًا لمدة أسبوعين؛ بسبب ما رآه من مآسي في زيارته الأولى هناك، خلال الانتفاضة الأولى، "هذا لا يمكن أن يستمر".
وتابع: "إنه عندما نتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فإننا نستثنى الفلسطينيين، من حقهم في الدفاع عن أنفسهم ضد الاحتلال"، وذلك بعد أحداث السابع من أكتوبر.
وأضاف متهكمًا: "يبدو الأمر وكأن إسرائيل تدافع عن نفسها، لكن ضد من؟ ضد سكان ارتكب بحقهم آلاف المجاز منذ 80 عامًا، ويستولون على أراضيهم ويدمرون منازلهم، ويسجنون أطفالهم".
مُناشدة من بابا الفاتيكان
دعا البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، لوقف الحروب كافة، مؤكدًا أن الحرب دائمًا عبارة عن هزيمة لا يربح فيها إلا صناع الأسلحة، مطالبًا بالصلاة من أجل السلام.
مناشدة البابا فرنسيس، استحضر فيها أهوال القتل الجماعي لليهود وغيرهم من ضحايا النازيين، في كلمته خلال القاء الأسبوعي، أمس الأربعاء.
وأكد البابا قبل يومين من ذكرى الهولوكوست، أن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وقصف المدنيين في أوكرانيا، لا رابح فيه سوى صناع الأسلحة، مُضيفًا أن الحرب بحد ذاتها جريمة ضد الإنسانية، بحسب "دويتشه فيله".
ودعا البابا لإحلال السلام في غزة، وأن يفكر الذين لديهم سلطة على هذه الصراعات في حقيقة أن الحرب ليست هي السبيل لحلها؛ لأنها تزرع الموت بين المدنيين وتدمر المدن والبنية التحتية.